الوزير متعطش لله: ما أحكمه وزيرًا لفراغ حياته مُدرك, ومع عطش قلبه للإله الحقيقي, مُتجاوب!! علم أن اليهود يعبدون الإله الواحد الحقيقي, فذهب إلى أورشليم، قاطعًا رحلة شاقة، لعلّه يجده. رجع غير مستريح، إذ لم يَنَل مُراده.
لم يستسلم سعادة الوزير؛ ففتح ما لديه من سفر إشعياء. وفي يأسه ورجوعه دون نوال مُراده، نراه قارئًا السفر. طوباه رغم كل مشغولياته، اهتم بأخذ سفر إشعياء معه في رحلته. استمر يقرأ، ويقرأ ولا يفهم، لكنه يقرأ. عجَبي من وزير ذهب ليسجد لله ولم يجده، وقرأ في كتابه ولم يفهمه، واستمر في قراءته! ما أشد اجتهاده! هل فهم «أن الوَصِيَّةَ مصبَاحٌ، والشَّرِيعَةَ نُورٌ» ( أم 6: 23 ).