في التفافهم حول الرب يسوع: إن كان السيد المسيح قد قدًم جسده ذبيحة حُب على الصليب، فإن المؤمنين كنسور قوية هائمة في السماويات لا تستقر إلا حول الصليب، تجتمع معًا لتشبع بذبيحة الرب واهب الحياة.
وفى هذا يقول القديس أمبروسيوس: ["لأنه كما أن البرق يخرج مِن المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضًا مجيء ابن الإنسان. لأنه حيثما تكون الجثة فهناك تجتمع النسور" (مت24: 27، 28). ما هي النسور؟ وما هي الجثة؟ أرواح الصديقين تُشبه النسور، إذ ترتفع في الأعالي وتترك الأمور الدنيا. كما تُعمًر طويلًا، لذا يُناجى داود نفسه قائلًا: "يتجدًد مثل النسر شبابك" (مز103: 5).. وإذ عرفنا النسور لا يُمكن أن نشك في الجثة، خاصة ونحن نتذكر أن يوسف قد أخذ جسد الرب يسوع مِن بيلاطس (يو19: 38)، ألا ترى النسور حول الجسد؟ ألا ترى مريم امرأة يوسي ومريم المجدلية ومريم أم الرب وجماعة التلاميذ يُحيطون بقبر الرب؟ ألا ترى النسور عندما يأتي الرب على السحاب وتُبصره كُل عين (رؤ1: 7)؟ أما الجسد فهو ذاك الذي قيل عنه: "جسدي مأكل حق" (يو6: 55)، حوله تطير النسور بأجنحة الروح، هذه النسور هي التي تؤمن بأن يسوع قد جاء في الجسد (1يو4: 2) ... هذا الجسد أيضًا هو الكنيسة، التي فيها تهبنا نعمة المعمودية التجديد الروحي فلا تكون شيخوخة، إذ يتجدًد الشباب والحياة].