في إحدى قطع صلاة المساء الخاصة بهذا النهار، ترتل الكنيسة المقدّسة على "يا رب إليك صرخت" الأنشودة التالية: "يا يوحنا المستحق التعجّب، لقد أعطاك الرب جميع مطالب قلبك لأنك قد حفظت كل الشرائع الخلاصية وأحببت الله إلى الغاية، والقريب مثل نفسك، وكفيت السائلين، فلذلك نحتفل بك اليوم أيها المغبّط من الله".
هذا القول في شأن قديس الله، يوحنا المكنّى بـ "الرحيم"، خلاصة سيرة وعلّة إكرام حتى حسبته الكنيسة أحد أساقفتها النموذجيين الذين أودعت ذكرهم أفشين "خلص يا رب شعبك وبارك ميراثك...". ترجمه كل من ليونتيوس، أسقف نيابوليس القبرصي، ويوحنا موسكوس الدمشقي صاحب "المرج الروحي" مكملاً بالقديس صوفرونيوس الدمشقي الأورشليمي.
نشأته
ولد القدّيس يوحنا في العام 555 للميلاد في بلدة أماثوس القبرصية وفيها رقد في العام 619. كان والده أبيفانيوس أحد المتنفذين في الحكم في جزيرة قبرص: هذا كانت له على ابنه سطوة. تلقى نصيباً من العلم لا بأس به، ويبدو أنه نشأ على مخافة الله. ولما بلغ زوّجه والده عنوة فأنجب جملة أولاد. لكن، كانت له مع ربّه غير قصّة ولله في قدّيسيه غير أحكام، فقد رقدت زوجته وكذا أولاده في زهرة العمر وتركوه وحيداً إلى ربه.