السؤال هو لماذا وكيف تنشأ هرطقات في الكنيسة؟ لماذا تتكوّن البدَع فيها؟ هذا لأن العقل البشري حُرّ، والانسان يقرأ ولا يفهم أحيانا. هناك من يقرأ ويفهم، لكن أُناسًا كثيرين يزيّفون ما يقرأون بسبب خطاياهم، او بدون سبب هُم لا يفهمون. هذه مأساة حاصلة في الكنيسة، ولا بد للبدع من أن تظهر، ولا بد من أن ينشقّ البعض عن الكنيسة بسببٍ مِن عدم فهمهم. نقرأ في إنجيل لوقا (١٧: ١-٢) “ويلٌ لهذا الانسان الذي عن يده تأتي العثرات، خير له لو طُوّق عُنقه بحجر رحى وطُرح في البحر من أن يُعثر أحد هؤلاء الصغار”. الآباء المطارنة القديسون الذين اجتمعوا بين القرن الرابع والقرن الثامن ووضعوا لنا هذه الدساتير كانوا عالمين أن أكبر خطيئة يرتكبها الانسان هي أن يشقّ الكنيسة. من يأتي بعقيدةٍ لا يتعرّف عليها المؤمنون المستقيمون فهو يجزّئ جسد المسيح.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)