نبذة عن بعض فوائد التكنولوجيا بالنسبة
لذوي الاحتياجات البصرية [مكفوفين، ضِعَاف إبصار]
أ. بيشوي ثروت، كنيسة مارجرجس بأسيوط
لقد ساهَمَت التكنولوجيا بدور كبير في تذليل الإعاقة البصرية، وجَعْل مَنْ لديه هذه الإعاقة مجرد شخص يحتاج لبعض الوسائل التِّقَنيَّة لاستخدامها في التعامُل مع أجهزة العصر، والتي باتَت من الأساسيات في حياتنا اليومية بكافة مناحي الحياة؛ بدايةً من الدراسة والعمل، إلى التواصل مع العالم أجمع...
ومِن سمات هذه التكنولوجيا إنها سهلة الاستخدام، وأنه يَسْهُل الحصول عليها. فعلى سبيل المثال في كل نسخة نظام تشغيل Windows يوجد برنامج لِضِعاف الإبصار يعمل كعدسة تكبير لكل الأيقونات الخاصة بالويندوز...
وعلى نحو آخر توجد برامج ناطِقة قارئة للشاشة تُسْتَخْدَم لمساعدة الأشخاص الغير قادرون على القراءة في التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت (النت) بشكل طبيعي؛ فهي تَعْمَل بمثابة مُرافِق يجلس بجانب المُسْتَخْدِم ليقرأ له مُعْظَم ما يستطيع الشخص المُبْصِر قراءته. ومن هذه البرامج برنامج NVDA، وهو برنامج مجاني، وسهل التحميل من على النت.
وهناك الكثيرون في مصر وعلى مستوى العالم استطاعوا من خلال هذه البرامج العمل في وظائف تبدو من الوهلة الأولى أنها تَبْعُد كل البُعْد عن أن الذي يقوم بها هو شخصًا لديه مشكلة في الإبصار.
وعلى نحو آخر يوجد برامج ناطِقة تقوم بنفس المهمة ولكن على الموبايلات (المحمول، الجوَّال) العادية منها والذكية والتابلت tablet والآي باد iPad..
ويوجد بعض التطبيقات التي تعمل على أجهزة المحمول الذكية، ودورها هو التَّعَرُّف على النقود الورقية، وأخرى للتعرُّف على الألوان، وغيرها من التطبيقات المُتَخَصِّصَة التي تُساعِد على مُمَارَسَة الشخص ذوي الاحتياج البصري لحياته بشكل طبيعي مثله مثل أي شخص آخر..
ونأتي هنا لنقطة هامة، وهي: ما هو دور المجتمع بأطرافه المختلفة في تيسير استخدام هذه البرامج لذوي الاحتياجات البصرية:
* يوجد دور على الإعلام بمختلف وسائله، وهو التوعية بوجود مثل هذه البرامج المساعدة.. وهذه التوعية يكون لها شِقّين:
أ- الأول هو للمجتمع بوجه عام: فمعظم أصحاب الأعمال يرفضون أيّ شخص لديه مشكلة في الإِبصار لِظنهم أنه لن يستطيع القيام بمهام الوظيفة.
ب- أما الشِّق الآخر للتوعية: فهو لذوي الاحتياجات البصرية أنفسهم. فكثير منهم لا يعرفون في القراءة أيّ وسيلة سوى طريقة برايل البارزة Braille كوسيلة تعويضية عن لطريقة القراءة العادية. ونود هنا أن نشير أن طريقة برايل بالنسبة لما وصلت إليه هذه البرامج قد تُعْتَبَر مُتأخرة وعالية الثمن [إلا إنها لا زالت لها أهمية خاصة في بعض الأحيان].
* كما أنه يوجد دور على الحكومات في إقامة مراكز تأهيل للتدريب على استخدام هذه البرامج.
* ويوجد دور أيضًا على مُصَمِّمي المواقع الإلكترونية كي تكون سَلِسَة على مُسْتَخدِميها من هذه الفئة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فيجب مثلًا شرح أي صورة تكون مَرْفُوعة علي هذه المواقع، كي يكون الشخص الذي لديه إعاقة بصرية مُلِمّ بكل المُحْتَوَيات الموجودة أمامه..
*** وأخيرًا أود في النهاية التأكيد على أن كل هذه التكنولوجيات الحديثة هي مجرد وسائل مُساعِدة يستخدمها الإنسان الذي لديه مشكلة بصرية للوصول لهدفه، كمهندس الجرافيك مثلًا الذي يستعين ببرامجه المُتَخَصِّصَة لِتَصميم الصُّوَر التي في مُخَيِّلتهُ. ولكن يبقى السؤال الأهم والذي سأختم به هذا المقال المتواضع وهو:
{{هل لديك من الأساس هدف تود الوصول إليه؟ أم إنك تعيش في هذه الحياة لمجرد الوصول من وقت إلى آخر لوسائل أفضل وأحدث من التي سبقتها؟!}}