فأخذت ... مسحاً وفرشته لنفسها على الصخر ...
ولم تدع طيور السماء تنزل عليهم نهاراً ولا حيوانات الحقل ليلاً
( 2صم 21: 10 )
يا لها من عاطفة قوية، تلك التي تحرك أماً بهذه الصورة، فتفرش مسحاً لنفسها على الصخر لتحرس جثتي ولديها المقتولين صلباً مدة طويلة، من ابتداء حصاد الشعير حتى نزول المطر. وإن كانت المحبة حصرت هذه الأم كل هذه الفترة الطويلة نهاراً وليلاً حتى لا يقرب من ولديها طير جارح أو وحش كاسر، وظلت على مسح مفروش على الصخر في الخلاء مدة هذا مقدارها، فكيف لا تحصرنا نحن محبة المسيح الذي مات عنا في مكاننا بديلاً ونائباً؟ كيف لا نطرد أفكاراً وميولاً قد تأخذ قلوبنا بعيداً عن الرب وتنجس عبادة نريدها صافية خالصة وطاهرة عندما نرفعها إلى الرب سيدنا؟ .