رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتبَعني أَنتَ! «إِن كنتُ أَشَاءُ أَنهُ يَبقَى حتى أَجيءَ، فَمَاذا لَكَ؟ اتبَعنِي أَنتَ!» ( يوحنا 21: 22 ) الإيمان يربط الإنسان – كفرد – بالله. لقد تصـرَّف هابيل كفرد، وسار أخنوخ وحده مع الله، ونوح وجد نعمة في عينيه، وأبرام دُعي من بين الكل، وكان خليلاً لله. ويوسف وموسى وصموئيل وداود ودانيال، وجميع أهل الإيمان، الكل وجدوا ينابيعهم كأفراد في الله وحده، واسترشدوا به وحده. وما أغناه مثالاً نجده في حياة ربنا المُبارك الذي تفرَّد وحده دون الكل، ليس فقط على أساس كونه الوحيد الخالي من الخطية، والكامل الأوحد، بل أيضًا في أسلوب سلوكه، بالاتكال المباشر على الله «أَن أَفعَلَ مَشيئتكَ يا إِلَهي سُرِرتُ» ( مز 40: 8 )، «الكأسُ التي أَعطانِي الآبُ أَلاَ أَشرَبُهَا؟» ( يو 18: 11 )! هذه كانت لغته وشعار حياته. وجميل أيضًا ما نراه في اللص التائب على الصليب إذ نجد إيمانه، المُعطى له من الله، يربطه بالله وحده، فيصدر حُكم الإدانة ليس فقط على تاريخه الماضي، بل أيضًا على رجال الدين في ذلك اليوم، ويُعطي المسيح وصفًا حقيقيًا لائقًا به وحده دون باقي الناس «هذا لَم يفعَل شيئًا ليسَ في محلِّهِ»، ثم يقول: «اذكُرني يا رَبُّ متى جِئتَ في ملَكوتِكَ» ( لو 23: 41 ، 42). والرب قال كلمة لبطرس جدير بنا أن ننتبه إليها؛ قال له عن يوحنا: «إِن كنتُ أَشَاءُ أَنهُ يَبقى حتى أَجِيءَ، فماذا لَكَ؟ اتبَعني أَنتَ!» ( يو 21: 22 ). إن سر القداسة العملية في المؤمن إنما في هذه العلاقة الفردية مع الله، والمسلَك الشخصـي معه؛ المسلَك الذي – بسبب حفظ المؤمن في النور، وفي القرب من المسيح الذي هو عن يمين الله – يحفظ صاحبه في التواضع وإدانة الذات. لأن المؤمن في هذه الحالة يُبصر الفرق بين المسيح ونفسه، وبثبات خطوات يتصـرف لأنه إنما يفعل ذلك بالله، ولأجل الله. إن كانت كلمة الله تقول عن شيء إنه نجس، فينبغي عليَّ أن أكف عنه على الفور. فهو نجس بالنسبة لي على الأقل. والأخذ والرَّد هو خطية ونجاسة، وكل نفس تقية - وتسلك في نور محضـر الله، وطبقًا لكلمته – توافق على هذا الكلام، ولسان حالها يقول: «ينبغي أَن يُطَاعَ اللهُ أَكثرَ مِنَ النَّاسِ» ( أع 5: 29 ). ليعلم كل واحد أنه لا قداسة في شركة مُتجنبة عن هذا المسلَك الفردي مع الله، ولا شركة بين قديسين مُتجنبين عن هذا المسلَك الفردي مع الله. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسال الكهنة واللاَّوِيّونَ يوحنا بسلطان " مَن أَنتَ؟" |
أريتني كَمْ أَنتَ هُنا |
أَنتَ تَعرِفُ الوَصايا |
أَ أَنتَ هوَ سَيِّدي إِيلِيَّا؟ |
فِي قَلبِي .. أَنتَ أُمنيَة |