رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب في العُلى أقدر رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار عجيجها من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر ( مز 93: 3 ، 4) لقد كثرت جدًا تلك الأصوات المُخيفة، التي يسمعها أولاد الله الأعزاء في كل يوم. أصوات تنزع منهم السلام وتفقدهم الشعور بالأمان، وتجعل البعض منهم ذوي تفكير مشتت أو تركيز مفقود. فهناك صوت الاحتياج المادي وكيفية تدبير نفقات الحياة .. وهناك صوت المرض بكل توابعه السخيفة وأثقاله المريرة .. وهناك صوت الخلافات العائلية، وما تخلفه من جروح ومرارة .. وهناك صوت كراهية وظلم الأشرار، وما تخلقه من مشاكل ومخاوف، وغير ما سبق الكثير من الأصوات المُخيفة تختلف مصادرها، لكنها جميعها تزعج، ومعظمها يُخيف. كما تتباين شدة هذه المخاوف من حالة لأخرى، ومن شخص لآخر: فمنها ما يأتي مُحتملاً، فيكون كغيمة تحجب النور لفترة، ثم سرعان ما تنقشع فتصفو النفس بعدها وتهدأ. ومنها ما يأتي كهَمِّ ثقيل، يجثم على المشاعر والأفكار، حتى يكاد يخنق صاحبه. وقد تأتي أصوات هذه المشاكل فرادى، فتكون كالطنين السخيف، أو تأتي في جماعات، فتكون كالعجيج العنيف أو الضجيج المُخيف. إلا أنه، على أية حال: مهما اختلفت مصادرها، وتباينت شدتها، وقصرت أو طالت مدتها، إن أتت فرادى أو في جماعات، هي في كل الأحوال تُشتت الفكر، وتسبب الانزعاج، تنزع السلام وتبدد الشعور بالأمان. والمرنم في مزمور93 يتكلم مع الرب لا عن صوت، بل عن عجيج، فلم يَقُل للرب: "ترفع الأنهار صوتها" كما قال شاكيًا في البداية، بل قال "ترفع الأنهار عجيجها" .. لقد تكشّفت له الحقيقة أكثر، فلم تَعُد المسألة مسألة صوت يُخيف، بل هي في الحقيقة عجيج يرعب!. ولكنه دخل إلى محضر الرب، وهناك رأى بالإيمان الرب في العُلى، لذلك، لم يَعُد ينزعج من مشكلته، على الرغم من ارتفاع عجيجها؛ بل على العكس انطلق يغني أغنية التحدي والانتصار، فقال: «من أصوات مياه كثيرة، من غمار أمواج البحر، الرب في العُلى أقدر».. إنه لم يَجد بعد حلاً لمشكلته، لكنه وجد مَنْ يحل، لم يرَ بعد خلاصًا، لكنه رأى بالإيمان القادر أن يخلص بالتمام، لذلك طفق يرنم. |
22 - 10 - 2021, 12:57 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: من غمار أمواج البحر ( مز 93: 3 ، 4)
موضوع راائع جدا
ربنا يفرح قلبك |
||||
22 - 10 - 2021, 11:51 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: من غمار أمواج البحر ( مز 93: 3 ، 4)
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|