بعد أن تحقق للشباب الذي يرغب بالزواج من القديسة تكلا عدم الفوز بما كان يرجو، ومن ثم استعمل مقدرته التي تخولها له الوظائف التي تولاها في تلك المدينة، واستخدم سلطة القضاة أيضاً الذين كانوا أقرباءه وخلانه، في أن ينتقم لذاته من القديسة وتقدمت الشكايات أنها مسيحية وأحضرت أمام القضاة المغرضين وحكم بأن تطرح للوحوش الضارية لتفترسها، فسيقت إلى المشهد العام وهناك عريت من كل رداء ولكن إحتشامها البتولي وبرارتها كما يقول القديس أميروسيوس كانا لها في هذا الموقف نظير آزار يستر عريها، ثم أدخلت على هذه الصورة إلى الفسحة التي بها كانت السباع مطلقة من قيودها وأغلق وراءها، وكان وجهها باشاًً وبشجاعة فريدة وثبات تنظر الأسد الزائرة كي تأتي وتفترسها. ولكن الباري تعالى قد نزع عن تلك الوحوش الضارية القوة الغضبية فلم تسبب للقديسة الشهيدة أدنى ضرر. بل تقدمت تلعق قدميها بكل أنس.
إن القضاة لما رأوا نجاة هذه العذراء من الأسد أمروا بإخراجها من هناك وطرحها في موقد نار مضطرمة بشدة. غير أن الله الذي أنقذها من الوحوش قد أخمد عنها قوة النار أيضاً فلم تحترق بها حسب ما وأوضح القديس غرغوريوس النزينزي.
وعلى هذه الصورة لم تقدر أن تضرمها قساوة ذاك العريس المتقدة مع غضب والديها الذين قد استحالا حتى صارا جلادين لتعذيبها. ولكن العزة الضابطة الكل قد تنازلت لإنقاذها. حتى طُلب إليها أن تذهب إلى حيثما تشاء، الأمر الذي قد أعطاها الفرصة لتترك بيت أبيها وكل التنعم والعزة والشرف الزمني، فتذهب باحثة عن القديس بولس الرسول لتقبل منه الإراشادات الخلاصية. ثم سافرت إلى أمكنة منفردة حيث صرفت باقي أيام حياتها مباشرة أعمال الصلاح، واقتناء الفضائل السامية مثابرة على الصلاة ومناجاة ختنها السماوي.