"كل ما يعطيني الآب فإليّ يقبل،
ومن يقبل إليّ، لا أخرجه خارجًا".
يوجه القديس يوحنا الذهبي الفم أنظارنا هنا إلى دور الله ودور الإنسان، فالإنسان لن يقدر أن يؤمن بذاته، بل بجاذبية الله له، ونعمته المجانية العاملة فيه. لكن لا يتمتع الإنسان بهذا الإيمان قسرًا، بل بكامل حريته يقبل إلى السيد الذي يحفظه ويقدسه ولا يطرده خارجًا عنه.
*إنه يشير هنا إلى شعوب الأمم الموشكين أن يؤمنوا به إيمانًا كاملًا إني لن أُخرج من يقبل إليّ خارجًا، أي إنني لن أطرحه كإناءٍ عديم النفع... كإنسانٍ مُحتقر. ولن يبقى دون نصيب في اهتماماتي، بل سوف أجمعه في مخزني، وينزل ساكنًا في المنازل السماوية، ويرى نفسه مالكًا لكل رجاء يفوق إدراك البشر.
القديس كيرلس الكبير
*إن ما يعلنه هنا ليس إلا هذا: "الإيمان بي ليس بالأمر العادي، لا يأتي خلال براهين بشرية، بل يحتاج إلى إعلان من فوق، وإلي نفس تدبيرها حسن يجتذبها الله لكي تتقبل الإعلان.
القديس يوحنا الذهبي الفم