![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() حينما أسمع داود النبي يرمز النبوة إلى الكنيسة ويصوّرها مقدماً، ويوجه الكلمة إلى رئيسها، الذي هو المسيح، ويقول: “جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير” (مز 45: 9) ففي الحال وفي نفس اللحظة يتجه عقلي نحو الشهيدة تكلا، وأراها مثل دعامة حية تصدر عنها كلمات النبوة تتلوها الحوا1ث نفسها، وكانت أيضاً تمتلك فضائل كل الكنيسة، إذ تسلمتها كلها جملة. الكنيسة هي المجمع، هي اجتماع المؤمنين بالمسيح؛ تتكون من كل واحد منهم، وهم أعضاؤها ويكونون جسداً واحداً، رائعاً، عجيباً، عطظيماً للغاية، يصنعه ويرتبه العماد الإلهي والوصايا الإنجيلية، فيشغل المكان الأول من وجهة نظر الجمال. قال حقاً بولس الرسول بشأنها حينما كتب مع داود النبي: “أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب” (أف5: 25- 27). أرأيت كيف يكون اتفاق الكلمات والأقوال؟ صرخ داود النبي قائلاً: “قامت الملكة عن يمينك”، فردّ عليه بولس الرسول صارخاً: “لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة”. فإن عبارة “جعلت الملكة عن يمينك” تبين استعداد الكنيسة تهللها فيما يختص بالإيمان. لقد حضرت بسرعة ملبية دعوة الرب. وأي شيء أجدر بأن يكون أسرع تقبلاً من دعوة المسيح؟ يقول دعا أندراوس وبطرس الرسولين وللحال أطاعا. “هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس” (مت 4: 19). تركا السمك والشباك أيضاً وتبعاه. وهكذا ترك ابنا زبدي السفينة وأباهما عند عودتهما. وإذ سمع متى بينما كان جالساً في مكان الجباية يتأهب للأعمال الصعبة وللأرباح المغتصبة وللضرائب الباهظة: “اتبعني” (مت 9: 9). نسي أيضاً كل شيء وتبعه، ونسى أنه كان عشاراً. وسترى أيضاً، طبقاً لتعاليم الرسل، أن هناك أشياء أعظم من تلك، حدثت باسم يسوع المسيح الناصري. كان بطرس الرسول يتكلم في اليهودية بعد قيامة المسيح من بين الأموات، مع الذين صلبوه، وما زالت الآلام قريبة؛ فكان الذين يسمعونه يؤمنون حتى آمن ثلاثة آلاف دفعة واحدة. كان بولس الرسول يخاطب شعب أثينا، وكان يجذب إليه الآريوباغيين، هؤلاء للقضاة الأشداء الذين كان من الصعب تغييرهم ولم يكن هناك في الحكم من أصلب عوداً أقوى مراساً كان ينطلق كالطائر فيأخذ المدن والأمم أيضاً بكلمة الإيمان وكان يصطاد كما بشبكة. حينما اجتمع شمل الكنيسة هناك، قامت بالقرب من الملك، مثل شبكة سريعة جداً. ولم تتميّز بشدة السرعة فحسب ولكنها أيضاً كانت كاملة أنمت بلوغ الغاية اللائقة. كما يؤكد ذلك أيضاً ما جاء في المزمور: “جعلت الملكة عن يمينك” (مز 45: 9) فكان الملكة أيضاً أن تبقى بجانب الملك قريبة منه، وهي لا ينقصها شيء ما من أي نوع كان. بعد أن كفت الكنيسة عن مشورة الآلهة الكاذبة والأهواء المخزية، وبعد أن تغييرت وأخذت حياة جديدة طاهرة، قامت بالكمال بعد السلوك القديم الدنس، واشتركت مع الملك في الكرامة وفي الاسم ودخلت معه قاعة العرس لأنها له إذ يقول في نشيد الأنشاد: “ادخلني الملك إلى حجاله” (نش 1: 4) واعترف بها الملك وسمعت بدورها: “ياحمامتي ياكاملتي” (نش 5: 2) يقصد أنها كاملة وروحانية. وفي هذه المعنى ظهرت الروح تحت شكل الحمامة ومن جهة أخرى كقول داود النبي التي تلبس الملابس الموشحة بالذهب “جعلت الملكة في خدرها، منسوجة بذهب ملابسها” (مز 45: 13). وذلك بسبب مجموعة الفضائل المختلفة مثل العدل والشجاعة والطهارة والحكمة وما يتفرع منها من الفضائل التي تحلت بها كالثياب متنوعة الأشكال. ومن ناحية أخرى، فيما يختص بالجمال، فهي تمتاز بشكل واحد ولون واحد، منسوجة كلها من الذهب، فهي كاملة فيما يتعلق بذلتها عند الله وتعد أولئك الذين يجتهدون في الفضائل، وهكذا يتوهج النور فيمن يشتركون في النعمة ليس بدون جهد أو من غير ما هدف، كيفما اتفق. لم ترتفع الكنيسة كذلك إلى مثل هذا الجسد إلا حينما انضمت وأطاعت السيد المسيح، كما تفعل الفتاة لأبيها ولسيدها، حينما تعلقت به مثلما تتعلق بملكها، وسمعته منذ البدء يقول: “اسمعي يا ابنتي وانظري وأميلي أذنك وانسَي شعبَكِ وبيتَ أبيكِ (مز45/ 10) |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة تكلا Θέκλα |
القديسة تكلا| تصميم |
القديسة تكلا |
القديسة تكلا |
القديسة تكلا المصرية |