إنه لشـيء عظيم أن نُخضِع أنفسنا بكل تواضع تحت يد الله. وبكل تأكيد فإننا سنجني حصادًا وفيرًا من البركات إذا مارسنا هذا التمرين: أن نحمل نِير المسيح، وهذا هو السـر الحقيقي للراحة كما أكد المسيح لنا ذلك بنفسه حين قال: «اِحمِلُوا نِيرِي عَلَيكُم ... فَتجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم». وما هو هذا النير؟ إنه الخضوع التام لمشيئة الآب، الأمر الذي نراه بكل كمال في ربنا ومُخلِّصنا، الذي استطاع أن يقول: «نعَم أَيُّها الآبُ، لأَن هكَذَا صارَتِ المسَرَّةُ أَمامَكَ». هل رُفضت شهادته؟ هل كان يبدو أن تعبه وقوته قد ذهبا سُدى؟ ماذا إذًا؟ «أَحمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ» ( مت 11: 25 ، 26). إن كل شيء كان حسنًا بالنسبة للمسيح، فكل ما يُسرّ الآب يُسـرّه أيضًا. فلم تكن له أية رغبة غير متوافقة مع إرادة الله. وهكذا كان يتمتع بالراحة التامة كالإنسان الكامل، وينبوع سلامه كان فائضًا باستمرار من البداية إلى النهاية.