|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يعاني القديس صراعًا بين حب الوحدة وبين حب البشرية، بل رأى فيهما انسجامًا واتفاقًا، فهو يدخل إلى البرية حاملًا حبه للبشرية معه، يدخل إلى الله وهو هرب من محبة اهتمامات العالم، حاملًا العالم (البشر) في قلبه! لست أقول هذا من عندياتي، إنما جاءت الأحداث كلها تؤكد ذلك. فعلى سبيل المثال، أحس المؤمنون بنيران حبه لخلاص أخوته تشتعل في قلبه بالرغم من عزلته، فتهافتوا على سيامته أسقفًا مع صديقه باسيليوس، أما هو ففي شعوره بضعفه وعدم استحقاقه اضطر أن يهرب من الأسقفية، لكن حبه المتقد بخدمة النفوس جعله يزج بصديقه نحو السيامة معرضًا نفسه للوم الزائد ولمتاعب كثيرة. أكثر من هذا، هروبه من الأسقفية فضح بالأكثر أعماق قلبه، إذ لم يحتمل أن يترك نفس الأسقف باسيليوس متألمة فكتب إليه يعتذر، مسجلًا لنا مقاله العظيم "عن الكهنوت(2) De Sacerdotio" الذي أعلن في نهايته بكل وضوح تفضيله لحياة الخدمة لولا عجزه وضعف إمكانياته، لا بل سجل لنا في هذا المقال خبرات رعوية دقيقة، مع أنه لم يكن بعد قد مارس الخدمة بمفهومها الظاهري، لقد خط بيده دستورًا قيمًا للعمل الكهنوتي الرعوي الكرازي. بعد ذلك جاءت "حياته الديرية" أيضًا تؤكد هذه الحقيقة: اتساع قلبه بالحب لخلاص إخوته، كما سنرى في "منهجه الرهباني" أن أراد الرب. أخيرًا فأن خدمته الكهنوتية تعتبر كتابًا عمليًا ترجم لنا كل ما حمله قلبه من حب منذ بداية حياته الروحية... أما منهجه فنستطيع أن نعرضه في الخطوط العريضة التالية: 1. وحدة العمل الكهنوتي الرعوي الكرازي. 2. إيمانه بخدمة الكلمة كعمل كنسي. 3. الكرازة: دخول في التوبة. 4. الرعاية: أبوة وتدبير. 5. الكهنوت: مسئولية وبذل. 6. حياة مسيحية. 7. الكرازة والحفاظ على الإيمان. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا الذهبي الفم الوحدة الكنسية |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
يوحنا ذهبي الفم ونحو الوحدة |
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم |