رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
1. بين الرمزية والحرفية أحب القديس يوحنا العلامة أوريجينوس، وبسبب دفاعه عنه في مشكلة "الإخوة الطوال" عرض نفسه للدخول في خصومة مع القديس أبيفانيوس كما تعرض لغضب الباب ثاؤفيلس الإسكندري، ودخل في سلسلة من الضيقات أدت إلى نياحته. ومع هذا كله لم يتتلمذ قط على منهجه التفسيري الرمزي، بل على العكس تتلمذ على يد ديودور الطرسوسي أشهر لاهوتيي مدرسة إنطاكية، منتهجًا منهجه في دراسة الكتاب المقدس وتفسيره، المضاد لمنهج الإسكندرية الرمزي. جاءتنا عظاته تحمل طابع مدرسة إنطاكية، الذي يتركز في شرح النص الإنجيلي في معناه البسيط كما توجيه اللغة، مطبقًا إياه على حياة السامعين. لهذا سميَ بالمنهج الحرفي، لأنه يأخذ بالمعنى البسيط حسب المفهوم اللغوي العادي دون الدخول في تأملات رمزية عقلية مختلفة وراء السطور. ويسمى أيضًا بالمنهج التاريخي. لأنه يأخذ الحقائق التاريخية الواردة في الكتاب المقدس خاصة ما جاء في العهد القديم، كحقائق واقعة، بعكس المنهج الرمزي الذي يتجاهل قيمتها التاريخية، بل وأحيانًا -لدى المبالغين في المنهج- ينكر وقوع بعضها، متطلعًا إليها مجرد رموز معنوية لأغراض روحية... على أي حال، لقد حفظت لنا شهرة الذهبي الفم عظاته وكتاباته التي حملت إلينا صورة حية للمنهج التفسيري الإنطاكي، ولم يكن مصيرها كمصير أي كتابات آباء إنطاكية، التي أبيدت لكونها دفعت إلى ظهور المبتدع نسطور، خاصة كتابات ثيؤدور أسقف مؤبسويست، معلم نسطور(20). لكن ما نود الإشارة إليه هو أن كثيرين يتطلعون إلى الذهبي الفم على أنه هو الذي أصبغ على طريقة إنطاكية التفسيرية مسحة جملية، ليس العكس، أي ليست طريقة إنطاكية هي التي أعطته شهرته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم بين الرمزية Allegorism والتاوريا Theoria |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |