لقد كان البشير ملازمًا للرب، فرأى الدموع الذارفة تُزين الوجنتين الكريمتين، بل ورأتها مَرْثَا ومَرْيَمُ واليهود الذين كانوا برفقتهما، الذين بدورهم رأوا حبات اللؤلؤ على جبين السَيِّد، فقال بعضهم: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ!»، لكنهم مخطئون فيما قالوا، فإن الرب لم يبكِ حزنًا على لعازار، الأمر الذي يتعارض مع الغرض الذى جاء إلي القبر من أجله، وهو إقامة لعازر. بل ويُخطئ كل من يظن أن بكاءه ودموعه الغالية كان لمجرد التعاطف مع الأختين ورثاءً لهما، وإنما كان “يسوع” يبكي إذ رأى وقع سطوة الموت على نفوس أحبائه وخلائقه.