الشيء اللافت للنظر أن مَرْثَا حين لاقت الرب لا يقول البشير أنها بكت. أما مَرْيَم فموقفها النبيل ودموعها الحارة استدرت عواطف الرب بحيث «انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ» (ع33). لقد ثارت فيه روحه الإنسانية، مصداقً للنبوءة «هُوَ أَخَذَ أَسْقَامَنَا وَحَمَلَ أَمْرَاضَنَا» ( مت 8: 17 )، أي أنه دخل المشهد بروحه، وحمل أسقامنا على روحه، له كل المجد. ومن هنا بدأ العمل «وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟ قَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ» (ع34). في هذا كله كان السَيِّد الرب في كل نبله، عالمًا بما هو عتيد أن يفعل، غير أنه «بَكَى»، ليس مثل ما يبكي البشر حيث العويل والندب والتشنج، بل مجرَّد ذرف الدموع الغالية على قلب الآب، وعلينا نحن المؤمنين.