الأمر ليستحقّ!
إنّ كمال الملكوت، والحكم النّهائيّ في الخلاص أو الـهلاك، ليسا من هذا العالم. والملكوت اليوم، يشبه البذار، ونموّ حبّة الخردل. وفي النّهاية، سيكون الأمر كشبكة نجرّها على الشّاطئ: سيخرج منها، مَن صنعوا البرّ، ومن اقترفوا المعصية، فينالوا مصيرًا مغايرًا. لكن، طالما نحيا هنا، فالملكوت يشبه الخمير الّذي أخذته امرأة، ومزجته في ثلاثة مكاييل من الطّحين، حتّى اختمرت العجنة كلّها.
من يعي ماهيّة الملكوت الّذي يعرضه المسيح، يدرك أنّ الأمر يستحقّ أن يعمل المرء كلّ ما بوسعه للفوز به: إنّه تلك الجوهرة الّتي يمتلكها التّاجر ببيعه كلّ ما يملك؛ إنّه الكنـز الّذي وجد في الحقل. إنّه لمن الصّعب الفوز بملكوت السّماوات، وما من أحد يؤكّد البلوغ إليه. وحده صراخ الرّجل المتواضع التّائب يستطيع فتح أبوابه على مصراعيه. إنّ أحد اللّصّين المصلوبَين مع يسوع توسّل إليه بقوله: "أذكرني يا يسوع إذا ما جئت في ملكوتك". فقال له: "ألحقّ أقول لك: اليوم تكون معي في الفردوس".