رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد ألقى الأب في بداية خدمته الوعظية هذه السلسلة من العظات الخالدة (21 عظة) التي وجهت أنظار إنطاكية بل وخارج إنطاكية إليه. فقد استطاع أن يبعث من الظروف العصيبة فرصة للكرازة والتبشير، وعوض الخوف الذي ملأ قلوب الأنطاكيين اهتدى كثير من الوثنيين إلى المسيحية، وتذوق كثير من المسيحيين محبة الله وسلامه بالتوبة الصادقة، فتحولت الكارثة إلى بركة لكثيرين(25). في ذلك الوقت كان البطريرك أو أسقف إنطاكية قد بلغ القسطنطينية فأسرع إلى البلاط الملكي رغم شدة تعبه، والتقى الإمبراطور ليقول له: [إني لست رسولًا لشعب إنطاكية، بل أيضًا سفير الله. جئت إليك باسمه أنبئك: إن غفرت للناس سيئاتهم وهفواتهم، يغفر لك أبوك السماوي سيئاتك وزلاتك... أذكر ذلك اليوم الرهيب، حين نلتزم جميعًا بتقديم حساب عن أعمالنا... يمْثُل كل السفراء بين يديك ببهاء الذهب وكثرة الهدايا ووفرة المال، أما أنا فلا أقدم لك غير شريعة يسوع المسيح المقدسة، والمثال الذي أعطانا إياه على الصليب لكي نستحق غفران خطايانا...] امتلأ قلب الإمبراطور من مخافة الله عند سماعه هذا الخطاب فقال: "إن كان ربنا وسيدنا يسوع المسيح قد صار لأجلنا عبدًا، وأسلم ذاته للصليب، وإن كان قد سأل أباه المغفرة لصالبيه، فكيف أتجاسر مترددًا في المغفرة لأعدائي؟" بهذا عاد الأب البطريرك يحمل بشائر العفو، فخرجت الجماهير تستقبله بفرحٍ وتهليلٍ. واحتفل مع شعبه بعيد الفصح المجيد. بدأ الأب يوحنا يردد آيات الشكر والتسبيح، لأن شعب إنطاكية كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد26)، مسجلًا لنا ذلك في عظته الحادية والعشرين حيث لا ينسى أن يبرز الأسقف فلافيان كبطلٍ مسيحيٍ احتمل المشقات والأتعاب من أجل راحة أولاده. لكن الحقيقة أن الأحداث نُسبت ليوحنا وبقي أمر واحد شد أنظار الشعب بل والعالم المسيحي في ذلك الوقت، هو شخصية الكاهن يوحنا التي أُعجب بها المسيحيون والوثنيون خلال عظاته التي سميت "عظات التماثيل". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |