هدَّأت عاصفة رسامته أسقفًا فعاد إلى الظهور في إنطاكية، لكن سرعان ما تنيحت والدته فخلا له السبيل إلى الانطلاق نحو الحياة الديرية بجوار إنطاكية، يسعد بأربع سنوات من أعذب أيامه، يقضيها في التأمل والصلاة والدراسة تحت قيادة شيخ مختبر يدعى ديؤدور(1)، والذي يعتبر أحد مؤسسي إنطاكية اللاهوتية، وقد رسم أسقفًا على طرسوس فيما بعد. وكان يزامله صديقاه منذ الدراسة عند ليبانيوس وهما ثيؤدور (2) الذي صار أسقفًا على موبسويست (ما بين النهرين) Mopsuestia ومكسيموس الذي صار أسقفًا على سيليكية.
على أي الحالات، فهؤلاء في مجموعهم لا يمثلون مجرد مجموعة نسكية، بل وأيضًا جماعة دراسية، وضعوا على عاتقهم تفسير الكتاب المقدس بالمنهج الأنطاكي، إلا وهو المنهج اللغوي أو الحرفي، التاريخي. يقوم هذا المنهج على التفسير البسيط حسبما تشرحه اللغة، لذا دعي "المنهج اللغوي أو الحرفي". كما قام على تأكيد الحقائق التاريخية، كما وردت في الكتاب المقدس كحقائقٍ واقعيةٍ وليست أعمالًا مجازية رمزية، لذا سمي أيضًا بالمنهج التاريخي.
<h1 dir="rtl" align="center">
</h1>
سيره القديس يوحنا ذهبي الفم † وعظه للبابا شنودة الثالث † 1994