الكنيسة تعلن ايمانها
ونعود إلى آ 36 التي تختتم القسم الكرستولوجي. لقد أوجز بطرس المقابلة التي توسّع فيها سابقاً (آ 22- 24؛ رج 3: 13- 14؛ 5: 30- 31) بين الحكم على يسوع الذي تمّ بأيدي البشر، وتمجيد يسوع الذي تمّ بيد الله. ولكن هذه العبارة العميقة تحتوي أيضاً على نداء إلى شهادة اسرائيل وتأكيداً أساسياً للاّهوت المسيحي. أن يدعى كل بيت إسرائيل للشهادة، هذا ما يشدّد على التواصل السري في تاريخ الخلاص.
أما التأكيد اللاهوتي فنجده في شكل أقدم الإعلانات الإيمانية، ويتضمّن الموضوع الواحد: يُسمّى يسوع المسيحَ و الربَ. إن هذين اللقبين لا يسقطان كالمنّ من السماء، بل هما يشملان التفكير اللاهوتي الذي سبقهما. في آ 25- 31، بيَّن بطرس أن يسوع هو المسيح. وفي آ 34- 35، بيَّن أنه الرب. فيسوع كمسيح أتمّ الأسفار المقدسة وآمال العهد القديم. وجاءت الأناجيل لتصوّر دعوة يسوع ورسالته المسيحانية، أقلّه منذ عماده. ولكن المواعيد لا تبلغ ملئها إلا في تمجيده الحاضر. ولقد أقام لوقا جسراً يربط طرفَي حياة يسوع: منذ ولادته (لو 2: 11: هو المسيح الرب) حتى تمجيده (أع 2: 36): يسوع هو المسيح. هذا هو لقبه.