تلقّى فرنسيس دعوة الرب وعزم على أن يتبعه، وأن يقف كل شيئ عليه، من غير شرط أو قيد. بدأ القديس التبشير بالانجيل متجوّلاً في أسيزي ، وتبعه عدد من الشبَّان الذين تأثَّروا بنمط حياته ، فاقتدوا وتمثَّلوا به تاركين كل شيء من أجل اتّباع المسيح والعيش بحسب تعاليمه. أما كلارا فكانت غنية وجميلة ومن أسرة شريفة، سمعت ذات يوم عظات فرنسيس فتبعته وبادرت إلى سلوك سبيل الفقر والتواضع والعمل, ووقفت حياتها على خدمة الله. وهكذا كانت “كلارا” النواة لنشوء “الرهبانية الثانية” التي لقبها فرنسيس برهبانية “السيدات الفقيرات”.
أقبلت كلارا على الحياة الجديدة، مكّنها من تذليل جميع العقبات، التي أخذت تعترضها، من جرّاء مقاومة والدها. فوكّلت أمرها إلى فرنسيس، وكان قد أدرك ما امتازت به من الفضائل، والدعوة التي أنعم الله بها عليها. فساعدها على تحقيق حلمها، بمحبة وفطنة وبأس. تعيّد الكنيسة للقديس فرنسيس في 4 تشرين الأول وللقديسة كلارا في 11 آب.