منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 09 - 2021, 08:43 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,853

الصليب هو أقوى حدث في حياة المسيح



===========

"فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1 كو 1: 18).

الصليب هو أقوى حدث في حياة المسيح بالرغم من أنه أضعف موقف من مواقف الرب على الأرض - فهو الذي يقول عنه الرسول بولس ". لأنه وإن كان قد صلب من ضعف لكنه حي بقوة الله فنحن أيضا ضعفاء فيه لكننا سنحيا معه بقوة الله من جهتكم" ( 2 كو 13: 4).

تلك هي لحظة الإخلاء العظمى التي بلغ فيها المسيح أقصى حدود الهوان عندما علق على خشبة الصليب. لأنه معروف أن كل من يعلق على خشبة هو ملعون بحسب الناموس القديم: "لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا" (تث 21: 23). لذلك فالقديس بولس الرسول يقول:

"المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة" (غل 3: 13).


وإذا تأملنا الصليب، فنحن نتأمله كقوة فاعلة، حولت الموت إلى حياة "بالموت داس الموت". حولت اللعنة الزمانية إلى بركة أبدية، حولت الخطية إلى بر، حولت العداوة إلى محبة، والظلام إلى نور أشرق في قلوب الجالسين في الظلمة وظلال الموت إشراقا لا ينطفئ!

فكل نور يرى بالعين يمكن أن ينطفئ، أما نور الله إذا أشرق في القلوب فلا توجد قوة في العالم يمكن أن تطفئه.


"الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" (2 كو 4: 6).

نرى بوضوح إذن أن الصليب قوة جديدة دخلت العالم وأقوى من كل ما في العالم. حولت السلبيات التي كان يرزح تحتها الإنسان إلى ايجابيات ينعم بها.

فإن كان الصليب من الخارج هوانا ولعنة، فهو في الداخل مجد وكرامة.
وهذا في الواقع يعبر عن مضمون حياتنا التي نحياها في المسيح والتي يطالبنا بها الإنجيل كل يوم:
"من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا" (لو 14: 27).

الصليب هنا بالمفهوم الإنجيلي المطلوب منا أن نحمله كل يوم على أكتافنا كنير ثقيل، هو في حقيقته قوة حاملة للإنسان وليس ثقلا عليه، يحول الموت الذي تملك الجسد بسبب الخطية إلى قيامة وحياة أبدية بسبب دم الغفران المنسكب عليه.


الصليب نواجه به ظلمة هذا العالم التي تسيطر على قلوبنا بسبب الخطيئة التي تقتحم حياتنا كل ساعة، لأنه معروف أن بقوة الصليب تموت النفس عن شهواتها، فيتحول الحزن والكآبة والندم إلى بر وابتهاج مع فرح أبدى.

وبقدر ما يكون الصليب محنة حقيقية للنفس تجوز فيها غصة الموت، بقدر ما يتجلى الصليب عن سلام يفوق العقل.

نحن ننظر إلى الصليب كممارسة وحياة، وأن كل من لم يعش صليب ربنا يسوع المسيح، فهو لم ينتقل أو يتحرك داخليا ليذوق معنى العبور من حياة حسب الجسد لحياة حسب الروح، الصليب آلة الفصح والقوة الخفية التي تحمل الإنسان من الموت إلى الحياة.


الصليب حركة داخلية وقوة محولة، والذي لم يدخل اختبار الصليب لا يمكن أن يفهم قول القديس بطرس الرسول:
"وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب" (1 بط 2: 9).

وأيضا لا يعرف كيف يحول عداوة الناس المقدمة له مجانا إلى محبة، والحزن الذي يضغط به العالم على قلبه إلى فرح. أما من ارتضى أن يدخل في اختبار صليب المسيح، كنير يعيشه كل يوم بكل خسائره عن مسرة، هذا يعرف كيف تتحول الظلمة إلى نور، والحزن إلى فرح، والعداوة إلى حب، والضيق إلى مسرة وسلام.

لا يوجد في العالم كله ما يعادل فرح الصليب!

"ودعوا الرسل وجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ثم أطلقوهم وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أع 5: 40،41).

إن الفرح المتولد من عبور الألم الذي يكون على مستوى الصليب فهو يكون فرحا متحركا يغير ويجدد القلب والفكر والنفس إذ حينما تنقشع المحنة بكل خسائرها يلتفت الإنسان فإذا به قد عبر مرحلة ما قبل الصليب ليدخل مرحلة ما بعد الصليب، والفارق بينهما كالفارق بين الموت والقيامة: ينسلخ الإنسان من الأشياء المحسوسة لتتجلى أمامه وفى أعماقه الأشياء غير المحسوسة، وينتقل وهو في ملء الوعي لينفك من أمور الدهر الفاني.

هذا هو عجب الصليب، فالصليب هو معجزة الإنسان المسيحي التي يحياها كل يوم، هو سر المسيح. وكل من لم يدخل بعد في خبرة الصليب فهو لم يذق بعد حلاوة المسيح ولا استمتع بعمق المسيحية.


وإذا انتبهنا نجد أن الصليب هو القالب الذي ينصب فيه الإنجيل كله. فحينما يقول المسيح "أحبوا أعدائكم" (مت 5: 44)، يقولها على أساس أنك تحمل صليبه وتتقبل في نفسك موت الصليب بالإرادة، فإمكانية أن تنفتح يديك للصالبين ليطعنوا كرامتك، ويهينوا اسمك، ويسلبوا كل إمكانياتك، وقدراتك، وكل مالك، هي كلها وصايا يسوع القائمة على أساس حمل الصليب بمهارة كل يوم للمسير وراء المسيح.

† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصليب هو أقوى حدث في حياة المسيح
الصليب فى حياة خادم المسيح
هل كان الصليب حادثا عارضا في حياة السيد المسيح؟
ماذا كانت دلالة تمزق حجاب الهيكل إلى نصفين عند موت المسيح على الصليب؟
الصليب فى حياة المسيح


الساعة الآن 03:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024