رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البحر الشرقي ( البحر الميت ) أصله وتركيبه : تدل القرائن الجيولوجية علي أن البحر الميت تكون أصلاً عندما حضرت هزة أرضية – في العصر الميوسيني – طرف البحر المتوسط الشرقي القديم بين جدران الأخدود. وعندما بدأ هذا البحر الداخلي – الذي كان يمتد من سفوح جبل حرمون إلي وسط سهل العربة – في الانكماش، إنحصر في مسطحات مائية صغيرة في الحولة والجليل والبحر الميت. وقد تركت هذه الهزة الأرضية طابعها في الجدران الحادة، والطبقات الغائصة، والقشرة الواهية. ولقد ترك البحر المتوسط ( وكان يسمي قديماً بحر " تيثيس " ) رواسبه علي شكل طبقات سميكة من الحجر الجيري الصلد والطباشير الرخو، التي تتكون منها تلال اليهودية، والتي تغطي الطبقات القارية المتبلورة والحجر الرملي النوبي في شرقي الأردن. كما تبدو أيضاً خطوط الشواطيء المتموجة علي ارتفاعات متدرجة ( تدل علي تغير مناسيب المياه في البحر الميت علي مختلف العصور ) مع رواسب متفتتة، وهذه صورة مبسطة لطبقات قد تداخلت وتعقدت من التواءات القشرة الأرضية، والتغيرات المناخية، وبخاصة تعاقب عصور من المطر الغزير والجفاف الشديد، وتزامنت مع امتداد وانكماش المسطحات الثلجية في أوربا. وفي أثناء العصور الثلاثة الكبري غزيرة الأمطار، تزايد البحر الميت حتي بلغ المدرجات العليا من حوائط الاخدود، وفي نفس الوقت نشطت عوامل التعرية، فأحدثت الكثير من التجعدات والالتواءات في سفوح الوادي، وغطت بطن الوادي برواسب سميكة، وفرشته بكميات هائلة من الحصباء حتي سدت مخارج الوادي، كل ذلك فوق طبقات من الصخور الملحية والجبس والصلصال والطفل والرمل والطباشير الناعم من الرماد والطين الضارب إلي الصفرة، والتي تتكون منها شبه جزيرة " اللسان "، كما تغطي سفوح الوادي، وبتعرضها لعوامل التعرية وبخاصة في دورات الجفاف، تفتت الطبقات الطينية وتراكمت في غير انتظام مكونة طبقة مجعدة تكسو ارض "الغور "، كما نحت الأردن خندق " الزور " الذي تغطيه الأدغال. وقد سببت هذه التشوهات القشرية انخفاض الحوض الشمإلي للبحر الميت وانحدار جوانبه، ربما في نفس الوقت الذي برزت فيه طبقات الملح الصخري والجبس التي تكوّن جبل سدوم. ولعل ما أعقب ذلك من تصدع طرف لسان سدوم وفيضان الحوض الجنوبي، هما أهم الأحداث التاريخية التي ردمت عمق السديم مع مدنه المندثرة ( تك 14 : 3 ). أما سدوم وعمورة، فمازالت حالة عدم الاستقرار واضحة في ذلك الحزام المتداعي الممزق، فالزلازل متكررة الحدوث، والاشجار المغمورة تحت سطح الماء، وسائر الظواهر الطبيعية، إنما تدل علي استمرار ضعف القشرة، بل لقد تزايد التصدع في القشرة تعقيداً، فبالاضافة إلي التصدعات الاولي التي شكلت " الغور "، فإن ما أحدثه الانخساف من الشدإلي أسفل، أمال الطبقات الجانبية إلي منحدرات وحيدة الميل، بينما مزقت التصدعات القطرية جوانب الخندق المجاور مكونة سهل موآب، وخلقت مناطق ضعيفة تآكلت فكونت الوديان الغائرة التي كأنها قد قطعت بمنشار. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|