رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب نوري وخلاصي
بعد يوم من النصر، دخل الملك إلى الهيكل وهو يرنّم. جاء يتذوّق فرحته بحياته مع الربّ في هيكله. بعد هذا (آ 7)، طلب الحماية لما تبقّى من حياته، فجاءته كلمة التشجيع يعلنها خادم الهيكل: ارجُ الرب. تشدّد. وليتشجّع قلبك. في القسم الأول (آ 1- 6) ينتقل النظر من الأعداء المحاربين (آ 1- 3) إلى الرب الذي يقيم في هيكله. يعلن الملك: أنا لا أخاف أحداً، لأنه وجد في الرب الخلاص والنور والقوّة. لهذا يرفع رأسه، ويدخل إلى الهيكل دخول الظافرين. ثم يقدّم ذبيحة الشكر، الذبيحة التي تدلّ على أن الله بارّ، وقد برّ بمواعيده. أقام المرتّل كما على صخرة لا يصل إليها أحد، فعرف أنه بمأمن من كل شرّ. فمقام الله يحيط به ويحميه. لهذا يترك "لباس القتال" ويصبح خادماً للرب. يطلب وجه سيّده وهو يرجو أن يستنير وجه الله بابتسامة الرضى. ففيها وحدها المعونة والخلاص. خاف أن يُرذل. ولكن لا. فهو متأكّد أن الرب يتقبّله ولو رذله العالم كله، ولو تخلّى عنه أبوه وأمه. الرب يهتمّ بعبده وعابده، ويدلّه على طريق مستقيم وأمين يقوده فيه وسط عالم معادٍ. بدأ المزمور بتوسّلٍ بسيط، وانتهى بهتاف الثقة: إن جود الرب يتيح للمؤمن أن ينعم بالحياة على هذه الأرض، مهما تكاثر حوله الأعداء. إليك يصلّي أحد كهنتك العائشين في الهيكل فيهتف: لي طلبة من الرب وإياها وحدها ألتمس: أن أقيم في بيت الربّ جميع أيام حياتي. البك يرفع قائد من القواد أنظاره وهو يدافع عن بلاده، فيقول: إذا هاجمني أعدائي، عثروا وسقطوا جميعاً. إليك يصرخ داود الذي اخترته وجئتَ به من رعاية الغنم إلى رعاية شعبك: يسّر لي سبيلي ولا تسلّمني إلى مضايقيّ. هو المرتّل في الهيكل يطلب إليك أن تنجّيه من مرض يصل به إلى الموت من شهود زور يقومون عليه. من أعداء عديدين يطلبون نفسه. ونحن نرافقه في طلبه وسؤاله. ولكن ما همّ، وثقتنا بك قوية، ونحن لا نطلب إلا رضاك وبركتك من أجل هذا ننشد مع المرتل: الرب نوري وخلاني فممّن أخاف؟ الرب حصن حياتي فممّن أفزع؟ الربّ نوري وخلاصي فممّن أخاف؟ الربّ حصن حياتي فممّن أفزع؟ المؤمن لا يخاف شيئاً، لا يخاف أحداً، لا يخاف الألوف المؤلّفة المؤمن لا يخاف، لأنك يا الله معه. ولماذا لا يخاف؟ لأنه وجد فيك الخلاص يا ربّ لأنه وجد النور الذي ينير ظلمته والقوة التي تحمل إليه العون. ولهذا يهتف الهتاف لك يا رب، ويقدّم لك ذبيحة الحمد وها هو يأتي إلى الهيكل يشكر لك نعمك، ويروي للمؤمنين ما فعلته له. هاجمني الأشرار، أعدائي الذين يضايقونني هاجموني يأكلوا لحمي كالوحوش، فعثروا وسقطوا جميعاً اصطفَّ عليّ جيشٌ، فما خاف قلبي قامت عليّ حربٌ فبقيت آمناً مطمئناً. أعدائي كثيرون يا ربّ، والذين يريدون لي السوء لا يُحصون هم يحاربونني بالسلاح، ويريدون أن يأخذوا حياتي هم يحاربونني بالنميمة واللسان، يضايقونني بعيونهم وأيديهم. حرب علينا يا رب من الخارج ومن الداخل وما أصعب أن يكون أعداء الإنسان أهل بيته يمكن أن نخاف لأننا بشر، وأن نرتعب لأننا تراب ولكننا نحن المؤمنين لا نخاف. قلبنا يبقى آمناً مطمئناً لأنك معنا. بإيماننا نغلب، وإيماننا حصن منيع، أين منه كل حصون البشر نحن نحتمي بالرب وهكذا ننجو من أعدائنا. لي طلبة من الرب، وإياها وحدها ألتمس: أن أقيم في بيت الرب جميع إيام حياتي، حتى أعاين نعيم الرب وأتأمل في هيكله. أؤمن بك يا رب، فلا أطلب منك الغنى، ولا أطلب منك القوّة. أؤمن بك، فلا ألتمس الخيرات الماديّة، ولا الانتقام من أعدائي. كل ما أطلب منك: مكاناً في بيتك أقيم فيه وأستريح أطلب أن أكون معك لا يوماً أو يومين، بل كل أيام حياتي. وماذا سأعمل في ببتك؟ أعاين نعيمك وبهاءك كصاحب العريس يفرح للعريس، كالمحبّ يفرح لفرح محبوبه. وماذا سأعمل في بيتك؟ أتأمّل في هيكلك، مركز حضورك في شعبك أنظر إلى مسكنك، أتطلّع إلى عرشك كالخادم ينظر إلى يد مولاه، والخادمة إلى عين سيّدتها هكذا سأعمل في بيتك؟ أخدمك يا رب، وهذا شرف لي، وأتعبّد لك ليلاً ونهاراً. سعادة الأبرار في السماء تقوم في خدمتك وعبادتك والتهليل لك وسعادة مريم كانت في الجلوس عند قدميك تنظر إليك وتستمع إلى كلامك كانت أختها مرتا مشغولة بأمور كثيرة، أما هي فاختارت النصيب الأفضل ونحن نبقى معك مطمئنين فنجد فيك كامل سعادتنا. يخبئني الرب بظلّه يوم الشرّ ويسترني بستر مسكنه وعلى صخرة يرفعني فيرتفع رأسي فوق أعدائي من حولي وأذبح في مسكن الرب ذبائح هتاف له وأنشد وأرتلّ لاسمه. كالطفل يختبىء وراء أمه فلا تصل إليه يد السوء، كالولد يسير في الليل ولا يخاف، لأن يد والده تمسك بيده، كالمحارب يتقدّم على الأعداء، لأن ترسه في يده ومجنّه على صدره، كذلك أحسّ يا ربّ أنك تحمينا من أعدائنا، تجعلنا على صخرة عالية وحصن منيع. إن كانت الشمس محرقة، نستظلّ بك ولو كنا في عرض الصحراء إن كان الليل بارداً، وجدنا في مسكنك ستراً لنا يقينا من الهواء والبرد من أجل هذا، جئنا نشكرك يا ربّ، نذبح لك ذبيحة، من أجل هذا نهتف لك هتافاً: الرب نوري وخلاصي من أجل هذا، جئنا ننشد ونرتّل لاسمك، لأن اسمك عظيم وأعمالك عجيبة من أجل هذا، جئنا نعلن عن فرحنا بوجودنا معك والعيش بقربك، بل في مسكنك ولكننا نتذكر خطيئتنا فنخاف: أترى حجبت وجهك عنا يا رب لئلا تنظر إلى حالنا؟ إسمع يا ربّ صوت دعائي، تحنّن وكن عوناً لي قلتَ: التمسوا وجهي. فقلتُ: وجهك يا رب ألتمس. لا تحجب وجهك عني ولا تُبعد بغضب عبدك كنت نصيري فلا تنبذني ولا تتركني يا ألله مخلّصي أبي وأمي يتركانني، لكنّ الرب يقبلني. ها أنا أصرخ، أطلق إليك دعائي: إستمع يا ربّ. ها أنا أطلب الحنان والرحمة، وخطاياي كثيرة: إغفر وارحم يا ربّ ها أنا أرجو العون والنصر، والصعوبات لا تُحصى، فتعال يا رب. ماذا أستطيع أن أقدّم لك يا رب؟ كل ما لي هو لك إذاً أقدّم لك قلبي، وألتمس وجهك، وألتمس منك نظرة رضى أنا كالطفل. تبتسم أمه فيحسّ كأن الدنيا كلها أشرقت عليه، وتبتسم أنت لي فأصرخ: نوّر بوجهك عليّ يا رب وابتسامتك هي راحة ضميرنا، والثقة بأننا نعيش حاسب مشيئتك ونعمل بوصاياك. أما إذا حجبت وجهك، فماذا يبقى للمؤمنين؟ إن غضبتَ، والخطيئة هي ما يغضبك، فلا يبقى لنا إلا الصراخ والدعاء فلا يبقى لي إلاّ أن أقول: إني أدعو فارحمني. ولكن رغم كل شيء، فأنت لا تترك محبّيك ولا تنبذهم. إن نسيَتْ أم أبناءها، فأنت لا تنسى شعبك إن ترك أب أولاده، فالربُّ لا يتركنا وهو مخلّصنا وفادينا، وهو يتولّى أمرنا إن كان الرب معنا، فممّ نخاف، وممّن نفزع؟ لهذا نعود إلى عملنا اليومي طالبين نورك وعونك يا رب. أرني يا رب طريقك واهدني السبيل القويم لأنجو من أعدائي لا تسلّمني إلى خصومي. أعدائي قاموا عليَّ زوراً وصدورهم تنفث العنف. أنا مؤمن بأن أرى جود الرب في أرض الأحياء لتكن قوّتك بالرب. تشدّد وليتشجّع قلبك. لتكن قوّتك بالرب. أعداؤنا يا رب هم الأقوياء الذين يريدون ربما أن يسلبونا أرضنا أعداؤنا قوى الطبيعة: قلة الشتاء والمطر، والبرد والعواصف ولكنك حاضر معنا تعطينا الحياة ولكنك حاضر في أرضنا تجعلها مسكن الأحياء حاضر بالخير الذي تفيضه عليها من جودك. أرضك عطيّتك لشعبك. أنت أعطيت المنّ في البرية والماء من الصخرة ألا تعود تهتمّ بأرضك؟ أتُرى آلهة الأمم أكرم منك يا رب؟ لا، نصرخ نحن المؤمنين، وسوف نرى جودك وخيرك العميم. إن ضعُفَ إيماننا، يصرخ لنا الكاهن: تشجّع، تشدّد، ثقوا بالرب وكأن هذا الصوت هو صوتك يا من قلت: من سمع منكم فقد سمع مني أرنا يا رب طريقك... وقد قال لنا الكاهن كيف تكون طريقنا إليك: نسلك بلا عيب، نفعل البر، نتكلّم بالصدق. النقيّ الكفّين، الطاهر القلب، الرافض الباطل هو الذي يسير في طريقك. وأعود أنا المؤمن إلى بيتي بعد أن تزوّدت للطريق بكلمتك وأعود وقد وجدت النور الذي ينير سبيلي وأعود بعد أن تعلّمت الشريعة التي تقود إلى الخلاص شرط أن نعيش بموجبها أما قلت لنا يا رب: من يحبّني يحفظ وصاياي؟ الرب نوري وخلاصي فممّن أخاف؟ هذا هو نشيدنا إليك أيها المسيح يا من قلت: أنا هو نور العالم هذا هو نشيدنا إليك أيها المسيح يا من قلت: لا تخف أيها القطيع الصغير هذا هو نشيدنا يوم يكثر الأعداء فتقول لنا: لا تخافوا ممّن يهلك الجسد هذا هو نشيدنا نحن الذين سمعنا كلمتك واغتذينا بجسدك ودمك. أنت يا رب رفيق دربنا ونور خطانا بكلمتك نستنير وبجسدك نتقوّى أنت حاضر معنا، فمن يقدر علينا. نحن نعرف بمن آمنا، وفيك وحدك نضع آمالنا ولهذا ننشد إليك: أنت نورنا وخلاصنا، أنت حصن حياتنا فلا نخاف ولا نفزع |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرب نوري وخلاصي |
الرب نورى وخلاصى |
الرب نوري وخلاصي (مز 27: 1) |
الرب نوري وخلاصي، |
الرب نوري وخلاصي |