رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أصدرت السلطات حكماً بالموت على الكاتب العظيم دستويفسكي بسبب مناوئته السياسية للحكم القائم . وتألّب سكان العاصمة موسكو في الساحة العامة لمشاهدة تنفيذ الحكم. ولكن في آخر لحظة، وصل مرسوم العفو فأفرجوا عنه. ولما سألوا دستويفسكي عما كان يخالج نفسه في ساعة الموت الرهيبة أجاب " كنت أردّد في نفسي : إخواني البشر! مهما فعلتم بي فلن يمنعني شيء عن محبتكم". هذه الكلمة وحدها كافية لتخلّد ذكرى الرجل العظيم. فهو ليس فقط يغفر للذين قضوا عليه بالموت، وفي هذا الغفران ما فيه من نبل أخلاق وسمو عاطفة ونصاعة إيمان، لأنه بمثابة صدى لكلمة يسوع في حقّ صالبيه "يا أبت، اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون". بل هناك أكثر من غفران، لقد أحبّ دستويفسكي الذين حكموا عليه بالموت وعطف عليهم الى درجة نسيَ معها ما ينتظره من موت رهيب، وذلك ليرثي لحالهم. فما أنبل هذه النفس وما أروع هذه العاطفة ولا سيما في عصرنا هذا، عصر الأنانية والبغضاء والأحقاد مما جعل الانسان ذئباً لأخيه الانسان. ولا عجب في تصرّف دستويفسكي العظيم هذا، فقد كان مسيحياً صادقاً مُشبعاً من تعاليم الانجيل وروحه. والصفح هو من شِيَم الكرام. فلنحاول نحن أن نتناسى خصوماتنا الصبيانية، وان نصفح عمّن يسيء إلينا، تشبّهاً بالنفوس الكريمة "إن التشبّه بالكرام فلاح |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جبر الخواطر انسانية |
الرجاء فضيلة انسانية |
البكاء حاجة انسانية |
صور السجن الأكثر انسانية في العالم |
صورة انسانية ومعبرة جدا |