رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبيجايل جيدة الفهم «كَانَتِ الْمَرْأَةُ جَيِّدَةَ الْفَهْمِ وَجَمِيلَةَ الصُّورَةِ» ( 1صموئيل 25: 3 ) "أبيجايل" قصّة امرأة من نساء الكتاب المقدس سجّل لنا الكتاب المقدس قصّة امرأة من العهد القديم اسمها "ابيجايل" كانت امرأة جميلة وذكيّة، يعني اسمها؛ "سبب الفرح"، وهو خير تعبير عن شخصية مُشرقة تُشيع الغبطة والسرور. تدلّ معرفتها الدينيّة والتاريخيّة لشعبها على تربيتها منذ الصغر في بيت تقي، وإلمامها بتعاليم الأنبياء وفهمها للأحداث في عالمها. بالإضافة إلى ذلك كانت امرأة جيدة الفهم تجمع في شخصيتها بين الجمال والحكمة. أما زوجها الذي يُدعى "نابال"، فقد وصف بأنه قاسياً ورديء الأعمال. سِجلّه يُثبت صحّة ذلك. في قساوته كان فظاً ووقحاً ووحشياً، خلافاً للصفات الجميلة التي كانت تتميّز بها زوجته. كان أيضاً جشعاً وأنانياً، غنياً يمتلك الشيء الكثير مع الذهب، ولا يفكّر سوى في ممتلكاته. يمكن وصفه بأنه كان يتنفّس ولكنه لا يعيش، يأخذ ولا يعطي شيئاً، إنه وصمة عار، وعديم المعنى، لا يحبّه أو يشكره أحد. بالإضافة إلى ذلك كان "نابال" سكيراً بائساً وعنيد، رديء الطبع، ثملاً في معظم الأوقات. وبالإضافة إلى ذلك كان هذا الرجل البائس غير مؤمن بالله، بل أحنى ركبته "لبليعال" وليس لإله آبائه. كان تابعاً من أتباع الملك "شاول" وشريكاً لهذا الملك المرفوض من الله، والذي كان حاقداً على "داود" مختار الله ليكون هو الملك الذي يخلف الملك "شاول". فكان "نابال" بالإضافة لأفعاله الشريرة يتصف بالغباء؛ كما يدلّ على ذلك اسمه. على الرغم من أنها كانت تعيش في بيت غير سعيد، لكنها ظلت تعيش في تقوى الله، ولديها من الحكمة ورباطة الجأش والاتزان والوفاء الكثير. أما "داود" فكان الشخصية البارزة في قصة "أبيجايل" الذي حارب حروب الرب وكان رجلاً يعيش في ظروف قاسية هارباً من وجه "شاول" الملك الذي أراد أن يقتله. يخبرنا السجل المقدس كيف تقابل هؤلاء الثلاثة في تلك ظروف المأساوية. كان "داود" يعيش في معاقل الجبال مع رجاله المخلصين الذي يبلغ عددهم 600 شخص. ولأنه كان يقدّم المساعدة على الدوام لرعاة "نابال"، فحين احتاج للطعام ليقدمه لجيشه الصغير، فقد أرسل "داود" التماساً رقيقاً إلى "نابال" لطلب المساعدة. أما "نابال" فبأسلوب قاسٍ رفض سؤال "داود" باعتباره من المرتزقة الغزاة، وقد هدد "داود" الغاضب أن يستولى على كل ممتلكات "نابال" ويقضى على جميع الذين أساءوا إليه. عندما علمت "أبيجايل" من عبيد زوجها عن التماس "داود" والرفض الوقح من زوجها، تحركت بدون علم "نابال"، وتصرفّت تصرّفاً حكيماً بعد تفكير ورويّة وسرعة في التحرّك، لتؤدي دوراً كانت تقوم به دائماً لتصنع سلاماً بين زوجها المدمن للخمر وجيرانها. فعند سماعها بتصرف زوجها غير الحكيم، فهمت بأن هناك نتائج خطيرة يمكن أن تترتب على رفض زوجها وكلماته الفظة المتهوّره. فقامت بجمع كميّة كبيرة من الطعام، ثم ركبت حماراً وأسرعت لمقابلة "داود" ورجاله، فكان لقاء تاريخياً سجله لنا الكتاب المقدس. وبلباقة وبكلمات حكيمة تغلّبت "أبيجايل" على غضب "داود"، تقدّمت ووضعت الطعام عند قدميّ "داود"، كما كان يفعل الأقل شأناً أمام صاحب السلطان. قالت له: «عَلَيَّ أَنَا يَا سَيِّدِي هذَا الذَّنْبُ، وَدَعْ أَمَتَكَ تَتَكَلَّمُ فِي أُذُنَيْكَ وَاسْمَعْ كَلاَمَ أَمَتِكَ. لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي قَلْبَهُ عَلَى الرَّجُلِ اللَّئِيمِ هذَا، عَلَى نَابَالَ، لأَنَّ كَاسْمِهِ هكَذَا هُوَ. نَابَالُ اسْمُهُ وَالْحَمَاقَةُ عِنْدَهُ. وَأَنَا أَمَتَكَ لَمْ أَرَ غِلْمَانَ سَيِّدِي الَّذِينَ أَرْسَلْتَهُمْ. وَالآنَ يَا سَيِّدِي، حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنَّ الرَّبَّ قَدْ مَنَعَكَ عَنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ.. لأَنَّ سَيِّدِي يُحَارِبُ حُرُوبَ الرَّبِّ، وَلَمْ يُوجَدْ فِيكَ شَرٌّ كُلَّ أَيَّامِك.. أَنَّهُ لاَ تَكُونُ لَكَ هذِهِ مَصْدَمَةً وَمَعْثَرَةَ قَلْبٍ لِسَيِّدِي، أَنَّكَ قَدْ سَفَكْتَ دَمًا عَفْوًا، أَوْ أَنَّ سَيِّدِي قَدِ انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ. وَإِذَا أَحْسَنَ الرَّبُّ إِلَى سَيِّدِي فَاذْكُرْ أَمَتَكَ .قَالَ دَاوُدُ لأَبِيجَايِلَ: "ُمبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي أَرْسَلَكِ هذَا الْيَوْمَ لاسْتِقْبَالِي، وَمُبَارَكٌ عَقْلُكِ، وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ، لأَنَّكِ مَنَعْتِنِي الْيَوْمَ مِنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِي لِنَفْسِي." لو لم تتدخل "أبيجايل" لنفّذ داود كلامه ودمر كل بيت "نابال" عن طريق مذبحة كانت لتشمل "أبيجايل" نفسها. لكن الموت قد جاء كالحكم العادل "لنابال"، فبعد عشرة أيام من هذه الحادثة ضرب الرب "نابال" فمات، وفرق بين "نابال" وزوجته، وبعد موت "نابال" اتخذ "داود" من "أبيجايل" زوجة له، لتنتقل إلى عهد جديد سعيد. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|