رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
داود ويوناثان فقطعا كلاهما عهدًا أمام الرب. وأقامَ داود في الغاب، وأما يوناثان فمضى إلى بيته ( 1صم 23: 18 ) وا أسفاه! لقد مكث يوناثان حيث لم تَدعُه دعوة الله. ظل ساكنًا في قصر شاول في دار الملك المرتد؛ الديار الفارغة من حضرة الله، الله الذي رافق عبده داود، فالمجد كان في البرية لأن الله كان هناك، المجد سكن في الكهوف والمغاير، حيث الأفود والكاهن وسيف قوة الله ونُصرته. مواعيد الأرض كانت له، وهناك وهو في مغارة عدلام ذاع اسمه بين بني إسرائيل، وكذلك في حادثة الانتقام من صقلغ أيضًا، وكما سطع المجد في المغارة سطع في قصر داود وفي معسكر المملكة حيث كان هناك داود. فدعوة الله دَعَت داود بن يسى إلى كهوف الأرض ومغايرها، وروح الله عمل في المغاير، ويوناثان لم يكن هناك!! يا له من تاريخ مُحزن، يوناثان لم يكن حيث كان المجد مُقيمًا. يوناثان لم يدخل المغارة التي فيها الكاهن والأفود ورجل الله المرفوض؛ الرجل الذي كان حسب قلب الله، الذي أُودعت فيه مواعيد الله، والذي كان ينتظر ملكوتًا لا يتزعزع؛ هذه هي رواية يوناثان المُفجعة. كان شخصًا محبوبًا أتى من الأعمال جلائلها واستنشق نسيم العواطف السماوية، وعاش داود في قلبه إلى يوم موته. واضطرب قلبه من أفكار أبيه السيئة من نحو داود صديقه، ولكنه لم يذهب مع داود، ولا فرح معه ولا عاشره ولا شاطره ذُله. فيا خجله! ويا حزن قلبه إذ لم يكن صادقًا لدعوة الله في يومه! لأنه انفصل عن كل ما كان من الله، ولو أن الرب كان معه شخصيًا إلى أن سقط على جبال جلبوع مع محلة إسرائيل وملكها. سقط منكسرًا مُهانًا فخسر المجد والكرامة وكل ما كان من الله من الوجهة العمومية، مع أن ذلك لم يكن ناشئًا من جهله بدعوته ولا كان ذا رأيين. ولا يزال هذا حاصلاً في يومنا، فكم من يوناثان بين ظهرانينا! وكم من قديسين أعزاء لقلوبنا نظير يوناثان، ذوي فضائل مُشرقة ومحاسن بهية، إلا أنهم منفصلون عن المكان العامل فيه الروح بنشاط حسب قانون البر. كم أتوا من جلائل الأعمال ولكنهم جلبوا الهوان لارتباطهم بغيرهم، فهم نظير يوناثان اقترنوا بالعالم المزمع أن يقع تحت طائلة الدينونة. فالملك وعسكره سقطوا بين الغُلف. وقعوا قتلى بالسيف «لا تُخبروا في جت. لا تُبشروا في أسواق أشقلون» فيوناثان يوضح لنا ذلك جليًا، وهذا كثير الحدوث بيننا. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحب بين الأصدقاء كالحب بين داود ويوناثان |
علامَ تأسست صداقة داود ويوناثان |
داود ويوناثان ( 1صم 20: 22 ،38) |
داود ويوناثان |
صداقة داود ويوناثان |