يا أولادى الاحباء – عظيم هو مجد القديسين فينبغى ان نفحص عن تدبيرهم الذى نالوا بواسطته هذا المجد وبأى عمل وفى اى طريقة وصلوا اليه . وقد علمنا انهم لم يشتروه بغنى هذا العالم ولا حصلوه بصناعة ما او بتجاره ما .
ولا اقتنوه بشيىء مما يملكون . اذ انهم تمسكنو وتقربوا عن هذا العالم . وجالوا جياعا فقراء . فعلى ما اراه اجد انهم نالو ذلك المجد العظيم بتسليمهم دواتهم وتدبير امورهم ونياتهم لله .
تركوا اهويتهم كلها من اجل الرب وتبعوه حاملين الصليب ، ولم يفصلهم حب شيىء اخر عن محبته تعالى . لانهم لم بحبوه اكثر من الاولاد فقط مثل ابراهيم ، بل واكثر من ذواتهم ايضا كما يقولو بوليس الرسول لا شيىء يستطيع ان يفصله عن حب الله . فالان يابنى الاحباء جاهدوا واصبروا الى الموت كالقديسين لتصيروا مسكنا لله .