رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ربط القديس بولس الرسول قيامة السيد المسيح بقيامة الأموات ربطاً حتمياً حتى إنه قد قال: “إن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام” (1كو15: 13). إن السيد المسيح قد ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد، وهكذا أيضاً قام لأجل كل واحد. بموته أوفى الدين الذى علينا، وفى قيامته وهبنا نعمة القيامة والحياة الجديدة الأبدية. فى موته عن الخطايا حل مشكلة الخطية، وفى قيامته حل مشكلة الموت. وقد قصد القديس بولس الرسول أنه: ما فائدة قيامة السيد المسيح، إن لم تكن هناك قيامة للأموات..؟ إن الإيمان بقيامة السيد المسيح، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإيمان بقيامة الأموات. واعتبر القديس بولس أن الإيمان بالقيامة هو عماد الكرازة الرسولية، ولهذا قال: “إن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم. ونوجد نحن أيضاً شهود زور لله، لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون. لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد فى خطاياكم. إذاً الذين رقدوا فى المسيح أيضاً هلكوا. إن كان لنا فى هذه الحياة فقط رجاء فى المسيح فإننا أشقى جميع الناس. ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين” (1كو15: 14-20). إن قيامة السيد المسيح هى برهان أنه هو هو نفسه ابن الله الأزلى المولود من الآب قبل كل الدهور، الذى انتصر على الموت بقيامته. وبرهان أن ذبيحة الصليب قد أوفت كل ديون الخطية، لأنها ذبيحة الابن الوحيد القادرة أن تغفر خطايا العالم كله. هى ذبيحة غير محدودة فى قيمتها لأنها ذبيحة الله الظاهر فى الجسد. ودمه الذى سفك هو دم إلهى؛ متحد باللاهوت، قادر أن يغسل ويطهّر الخطايا. لهذا قال القديس بولس: “إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد فى خطاياكم”. فلا غفران للخطايا، إلا بذبيحة الابن الوحيد، هى الذبيحة الحقيقية القادرة أن تخلَّص جميع البشر. وفى تعبيره عن الإيمان بالحياة الأبدية الموهوبة لنا من الله فى المسيح أكّد القديس بولس أن الإيمان بالمسيح -بما يقترن به من تضحيات فى هذه الحياة الحاضرة- يصير شقاءً لا مبرر له بدون القيامة وميراث الحياة الأبدية. فالقيامة هى التى أثبتت أن الروح الإنسانية تبقى بعد موت الإنسان بالجسد، وتعود الروح لتتحد بجسدها الخاص عند قيامة هذا الجسد. إذ أن الروح هى التى تحيى هذا الجسد.. ولكى يحيا، يلزمه أن تعود الروح إليه مرة أخرى. الإيمان بالقيامة يعنى الإيمان بالحياة الآخرة، والإيمان بالفردوس كموضع انتظار لأرواح القديسين الذين رقدوا. وقد وعد السيد المسيح اللص اليمين على الصليب قائلاً: “الحق أقول لك إنك اليوم تكون معى فى الفردوس” (لو23: 43). وقال معلمنا بولس الرسول: “لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جداً” (فى1: 23). وقال: “لى الحياة هى المسيح، والموت هو ربح” (فى1: 21). ولهذا ففى استنكاره لعدم الإيمان بالقيامة، وبالحياة الآخرة سواء فى الفردوس حالياً، أو فى الملكوت بعد مجيء السيد المسيح الثانى، قال القديس بولس الرسول كلماته التى أوردناها سابقاً: “إن لم يكن المسيح قد قام.. إذاً الذين رقدوا فى المسيح أيضاً هلكوا” (1كو15: 17، 18). أى أن الإيمان بالقيامة معناه الإيمان باستمرار بقاء الإنسان بنفس شخصه، بالرغم من رقاد الجسد المؤقت .. لأن روحه باقية، وسوف تنضم إلى جسدها المقام من الأموات عند مجيء المسيح. وفى هذه الملحمة الرائعة: جاءت قيامة السيد المسيح كإعلان مبكر عن الحياة الأبدية. وهذا هو معنى قول القديس بولس الرسول: “الآن قد قام المسيح من الأموات، وصار باكورة الراقدين” (1كو15: 20) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|