رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء أمّ المسيح المتألّم الفادي (لو 2/ 22 – 40) “لمّا بلغ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس وننال التبنّي” (غلا 4/ 4 -5). خضعت مريم للناموس الذي كان يطلب من كلّ امرأة أن تذهب مع مولودها إلى الهيكل في اليوم الأربعين بعد الولادة لتقوم برتبة التطهير وفداء ابنها البكر. الطهارة المشار إليها هنا ليست الطهارة الخلقيّة التي تعني الامتناع عن الخطيئة، بل الطهارة الطقسيّة التي تعني إمكان التقرّب من الأقداس. فولادة طفل تمنع المرأة مدّة أربعين يومًا من التقرّب من كلّ ما هو مقدّس (راجع أح 12/ 1-8). وفي اليوم الأربعين تأتي إلى الهيكل “بحمل حولي محرقة، وبفرخ حمام أو بيمامة ذبيحة خطيئة… وإن لم يكن في يدها ثمن حمل، فلتأخذ زوجَي يمام أو فرخَي حمام، أحدهما محرقة والآخر ذبيحة خطيئة، فيكفّر عنها الكاهن فتطهر” (أح 12/ 6-8). كذلك يأمر الناموس بأن يُفدى كلّ ذكر بكر، لأنّه مُلك الربّ، وذلك من بعد أن قتل الربّ كلّ بكر في أرض مصر، لمّا تصلّب فرعون ورفض إطلاق بني إسرائيل من مصر مع موسى (راجع خر 13/ 2، 11-16). يلتزم يوسف ومريم متطلّبات الناموس، غير أنّهما يُدركان، حسب رواية لوقا، أنّ طفلهما هو مُلك لله بنوع خاص. لذلك “صعدا به إلى أورشليم ليُقدّماه للربّ” (الآية 22). هذه التقدمة تذكّرنا بتقدمة حنّة لابنا صموئيل: “أعطه للربّ لكلّ أيّام حياته” (1صم 1/ 11). أدركت مريم أنّ ابنها ليس لها، إنّما هو ابن الله. لذلك قدّمته لله بكلّ تجرّد وتضحية. ويسوع، الحمل الإلهيّ، الذي سيقدّم ذاته ذبيحة فداء على الصليب، تقدّمه أمّه إلى الهيكل علامة وتذكارًا لفداء العالم الذي سيحقّقه على الصليب. وترتسم بين أسطر النصّ الإنجيليّ لوحة المسيح الفادي المصلوب الذي “جُعل لسقوط ونهوض كثيرين في إسرائيل وهدفـًا للمخالفة”، كما قال سمعان الذي أضاف متوجِّهًا بكلامه إلى مريم العذراء: “وأنتِ أيضًا سيجوز سيف في نفسك، لكي تنكشف الأفكار من قلوب كثيرة” (الآية 25). مريم ستشارك ابنها في رسالته التي تقوده إلى الصليب، ستحمل في قلبها وفي أعماق نفسها آلام الأمّ، أمّ المسيح الفادي المصلوب. وفي هذه المشاركة ستدخل أكثر في ألفة أبنها، وستبقى قريبة منه، لذلك سنراها على أقدام الصليب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|