رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف انتحر الموت؟ لقد سمعنا كثيراً عن انتحار الأحياء.. ولكن هل من الممكن أن ينتحر الموت؟!.. نعم. لقد انتحر الموت عندما ابتلع الحياة. لأنه ابتلع ما هو ضده.. ابتلع ما هو أقوى منه.. لم يستطع أن يمسكه.. وكان أضعف من أن يحتويه أو أن يحتمله. ابتلع الموت الحياة، فابتُلع الموت من الحياة.. وانهزم الموت، وضاعت هيبته، وانكسرت شوكته، وضاع سلطانه وانحسرت سطوته، وانقلب كيانه، وتبددت قوته، وغابت غلبته، وافتضحت أكاذيبه، وجردت أجناده وسلاطينه.. قال القديس غريغوريوس عن موت السيد المسيح المحيى على الصليب [ذبح الموت الحياة العادية، ولكن الحياة فوق العادية ذبحته]. أى ذبح الموت حياة السيد المسيح الإنسانية، ولكن حياة الرب الإلهية ذبحته.. وبهذا انتحر الموت. لماذا يا موت ابتلعت رب الحياة الذى أخفى لاهوته فى الناسوتية التى اتحد بها ليحطمك؟ لماذا تجاسرت أن تقترب ممن له مفاتيح الهاوية والموت، ومن بيده مصائر الخلائق؟ لماذا انحمقت ومثل السمكة المغرورة ابتلعت الطُعم وبداخله السلاح الأقوى منك الذى اصطادك؟ وفى قداس القديس يوحنا ذهبى الفم يُقال للسيد المسيح اللحن التالى {عندما انحدرت إلى الموت أيها الحياة الذى لا يموت، حينئذ أمتّ الجحيم ببرق لاهوتك. وعندما أقمت الأموات من تحت الثرى صرخ نحوك جميع القوات السماويين: أيها المسيح الإله معطى الحياة المجد لك}. من هذه العبارات نفهم أن السيد المسيح قد أبرق بنوره فى الجحيم فتبددت جحافل قوات الظلمة. وأنه قد نزل إلى الجحيم عن طريق الصليب. بمعنى أنه بقبوله الموت جسدياً على الصليب قد دخل بروحه الإنسانى المتحد باللاهوت إلى العالم الآخر. لقد صار الصليب والحال هكذا مثل منصة الإطلاق التى ينطلق منها صاروخ متعدد الإمكانيات يستطيع أن يخرج خارج نطاق جاذبية الأرض ويصل إلى ما يريد من الكواكب حيث يؤدى مأمورية غير مسبوقة. أو يشبه منصة الإطلاق التى ينطلق من فوقها صاروخٌ يدمّر مركز قيادة العدو فتهرب جيوشه الجرارة مثل الجرذان المرتعدة تلوذ بالفرار ولا تلوى على شئ. إن يوم الصليب هو يوم هزيمة الشيطان لأن الحق لا ينهزم أبداً والحب أقوى من الموت لأن فيه كانت الحياة. لهذا يقول سفر نشيد الأناشيد “المحبة قوية كالموت، الغيرة قاسية كالهاوية، لهيبها لهيب نار لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها” (نش8: 6، 7). الصليب هو فخرنا.. الصليب هو عوننا.. الصليب هو نصرنا.. الصليب هو رجاؤنا.. الصليب هو عزاؤنا.. الصليب هو مجدنا.. الصليب هو دربنا.. الصليب هو برنا.. الصليب هو صخرنا.. الصليب هو سلاحنا الذى به نغلب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هكذا علّمنا الرّبُّ يسوع ألاّ نخاف الموت لأنّ الموت لم يَعد الموت بالمفهوم نفسه |
لم يكن من الممكن أن نرى قيامة بدون العبور في وادي ظلّ الموت |
يهوذا ينتحر |
الممكن وغير الممكن |
شاب ينتحر بالرصاص |