هذا هو الإيمان المسلّم مرة للقديسين، الذى غرسه السيد المسيح فى قلوب رسله القديسين “علموا يقيناً أنى خرجت من عندك، وآمنوا أنك أنت أرسلتنى” (يو17: 8). الإيمان بألوهية السيد المسيح وولادته الأزلية من الآب، والإيمان بأن الآب قد أرسله إلى العالم مولوداً من امرأة هى العذراء مريم “والدة الإله” ليفتدى العالم من لعنة الخطية والموت. وهو نفس الإيمان الغالى الثمين الذى حفظته الكنيسة الجامعة الرسولية، ودافعت عنه من جيل إلى جيل.
وكان لكنيسة الأسكندرية الدور الرئيسى فى الحفاظ عليه بواسطة قديسيها أثناسيوس وكيرلس وديسقورس. كما رافقتها شقيقتها الكنيسة السريانية وسارت على منوالها فى شخص القديس ساويرس الأنطاكى وأمثاله. وما زالت كنيسة الأسكندرية تحمل أمانة التعليم الأرثوذكسى وتحفظ الإيمان حسب وصية القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس “يا تيموثاوس احفظ الوديعة معرضاً عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم. الذى إذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الإيمان” (1تى6: 20، 21).