رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيقونة الثالوث أشار قداسة البابا شنودة الثالث عدة مرات إلى الخطأ الذى أستُحدث فى القرون الأخيرة، ووقع فيه بعض الفنانين الغربيين، حينما رسموا أيقونة للثالوث القدوس، استخدمتها بعض الكنائس فى الغرب، يظهرون فيها الآب فى صورة إنسان كبير السن ذى لحية بيضاء، وعن يمينه الابن فى صورة شاب ذى لحية سوداء، والروح القدس فى هيئة حمامة بيضاء مضيئة. وأوضح قداسته أن الابن باعتباره صورة الله الآب غير المنظور؛ فليس من الصواب أن يتم تصوير الآب بهذا الشكل! إن الآب “لم يره أحد قط” (يو1: 18). ولم نره إلاَّ فى ابنه الذى هو صورته. كما أن اللحية البيضاء للآب، مع لحية سوداء للابن، قد تعطى انطباعاً بأن هناك فارقاً زمنياً فى الوجود بين الآب والابن، وهو ما ابتدعه أريوس الهرطوقى مدعياً أن الأزلية هى للآب وحده. بينما نرى الكتاب المقدس يورد وصفاً للسيد المسيح فى السماء فى رؤيا يوحنا اللاهوتى: “وفى وسط السبع المناير شبه ابن إنسان متسربلاً بثوب إلى الرجلين، ومتمنطقاً عند ثدييه بمنطقة من ذهب. وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج. وعيناه كلهيب نار. ورجلاه شبه النحاس النقى كأنهما محميتان فى أتون. وصوته كصوت مياه كثيرة. ومعه فى يده اليمنى سبعة كواكب. وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهى تضئ فى قوتها. فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت فوضع يده اليمنى علىَّ قائلاً لى: لا تخف أنا هو الأول والآخر، والحى وكنت ميتاً وها أنا حى إلى أبد الآبدين آمين. ولى مفاتيح الهاوية والموت” (رؤ1: 13-18). الذى رآه يوحنا هو السيد المسيح الذى مات حسب الجسد، وقام من الأموات، وصعد إلى السماوات حيث “رفع فى المجد” (1تى3: 16). وقد رأى يوحنا شعر رأس السيد المسيح وشعر لحيته وهما أبيضان كالصوف الأبيض كالثلج، علامة أنه قديم الأيام وأزلى مثل الآب تماماً، لأنه هو كلمة الله الذى له نفس الجوهر الذى للآب، والمولود منه قبل كل الدهور والأزمان. وليس من الممكن أن يوجد الله الآب بغير الكلمة الأزلى، إذ هو “قوة الله، وحكمة الله” (1كو1: 24)، “الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين” (رو9: 5). إن أجمل أيقونة للثالوث هى أيقونة عماد السيد المسيح حيث نرى السماوات مفتوحة، والروح القدس يحل على السيد المسيح بهيئة حمامة، والآب يشهد بصوته قائلاً “هذا هو ابنى الحبيب” (مت3: 17). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|