رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خلّصنا فى الأعالى ولكن العجيب فى التسبيح الذى أودعه الروح القدس فى أفواه الأطفال فى ذلك اليوم حسب النبوة “من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سُبحاً” (مز8: 2)، هو أنهم تكلموا عن خلاص فى الأعالى وليس على الأرض. والمقصود أنهم اعترفوا بالملك الآتى باسم الرب ملكاً سمائياً وليس أرضياً مثلما قال السيد المسيح لبيلاطس: “مملكتى ليست من هذا العالم” (يو18: 36). فحينما هتف الجميع “مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب” (مر11: 10)، كانوا يقصدون أن هذه المملكة هى مملكة سمائية. وهذا يختلف عما أراده ذوى النظرة المادية من اليهود أن يقيموا السيد المسيح ملكاً أرضياً. بالإضافة إلى ذلك فإن عبارة “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن الخلاص المقصود ليس هو خلاصاً أرضياً من الاستعمار الرومانى فى ذلك الحين بل خلاصاً سمائياً. “خلصنا فى الأعالى” تعنى أعطنا قبولاً أمام أبيك السماوى. وتعنى أعطنا مجداً وتسبيحاً فى وسط ملائكتك القديسين. أى خلّصنا من العار الذى لحق بنا بين السمائيين لسبب سقوط الجنس البشرى. “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن يكون لنا غفرانٌ لخطايانا عند الآب السماوى، وأن يكون لنا ميراثٌ فى ملكوته الأبدى. عن هذا الغفران قال معلمنا يوحنا الرسول: “إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً” (1يو2: 1، 2). “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن نولد من فوق وأن تُكتَب أسماؤنا فى سفر الحياة الأبدية. “خلّصنا فى الأعالى” تعنى أن تأتى ربوات من القوات السمائية لتساعدنا وتحارب معنا “فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية فى السماويات” (أف6: 12). إن القوات الجوية والمظليين هم الذين يحسمون معارك الجيوش المتحاربة. والقوات الجوية والدفاع الجوى هم الذين يقومون بحماية سماء المعركة. وبنفس الأسلوب نحتاج فى السماويات. لذلك نهتف من أعماق قلوبنا “خلصنا فى الأعالى”. “خلصنا فى الأعالى” تحمل ضمناً نبوءة عن موت السيد المسيح معلقاً على خشبة الصليب أعلى الجلجثة. فهو بالفعل قد خلّصنا على قمة جبل أورشليم مدينة الله. وقال بفمه الإلهى: “أنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلىّ الجميع” (يو12: 32). وقال أيضاً لليهود: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28). “خلّصنا فى الأعالى” تحمل أيضاً نبوءة عن صعود السيد المسيح إلى السماء بعد قيامته المجيدة كما هو مكتوب فى المزمور “صعد الله بالتهليل، والرب بصوت البوق” (مز46: 5). ونبوءة عن دخوله الانتصارى كسابق لنا إلى المقادس العلوية فى السماء “ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعى أيتها الأبواب الدهرية فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ الرب العزيز القدير، الرب القوى فى الحروب.. هذا هو ملك المجد” (مز23: 7-10) لقد صعد الرب وجلس عن يمين أبيه. وبهذا دخل إلى مجده. ويتغنى بذلك الكاهن فى القداس الغريغورى {أصعدت باكورتى إلى السماء}. بالطبع لم يكن ممكناً للأطفال والتلاميذ والجموع أن ينطقوا بهذا التسبيح الفائق فى معانيه إن لم يكن هذا بوحى من الروح القدس الذى نطق على أفواههم بهذه العبارة العجيبة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ومحبّته للبشر خلّصنا (تيطس 3: 4) |
هنالك تشجيع يعلم كل شيء عنّا ومع ذلك خلّصنا |
خلّصنا يا ربّ واقبلنا مجدّدًا |
لكل يوم زواّدة: خلّصنا يا رب ...: 27 / 8 / 2021 / |
خلّصنا من العار |