إن أول شيء أكمله المسيح من فوق الصليب هو مشيئة الله. فلقد قام ـ تبارك اسمه ـ بتنفيذ خطة الله الأزلية ومقاصد نعمته من نحو الإنسان المسكين الخاطئ.
يقول الرسول بولس: «لأن مهما كانت مواعيد الله، فهو (أي المسيح) فيه النَعَـم، وفيه الأمين، لمجد الله، بواسطتنا» ( 2كو 1: 20 ). هذه الآية معناها أنه مهما أراد الله أن يعمله تجاهنا، ومهما كانت مواعيد الله من نحونا، فإن المسيح من جانبه يقول نعم، فالمسيح لا يقول مطلقًا ”صعَّبت السؤال“ مهما عظم الطلب، أو ارتفع إلى فوق. في الأزل، قبل خلق العالمين، قال المسيح لأبيه: «نعم»، «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت». ومن ثم فقد أتى إلى العالم ليفعل مشيئة الله، وليفعلها بسرور.