رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات فى حياة وخدمة السيد المسيح كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا لا تعنى هذه العبارة فقط أننا سوف نغفر فى المستقبل، أو نغفر للمسيئين والمذنبين إلينا فى الوقت الحاضر. بل تعنى أيضاً إننا قد غفرنا فعلاً لمن أذنبوا إلينا، وذلك قبل أن نتقدم إلى الصلاة. إن العبارة كما وردت فى النص اليونانى من الممكن أن تعطى معنى “كما غفرنا نحن للمذنبين إلينا”. ولذلك فبعد انتهاء نص الصلاة الربانية قال السيد المسيح لتلاميذه: “إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوى. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم” (مت6: 14، 15).. إن شرط مغفرة الآب لنا، هو أن نغفر نحن لمن أساء إلينا وذلك قبل أن نطلب المغفرة. يُحكَى عن القديس الأنبا إبرام أسقف الفيوم أن فريقين متخاصمين قد أتيا ليحتكما إليه. وبعد مناقشات طويلة لم يتمكن من مصالحتهم بأية حال. فاقترح عليهم أن يقفوا للصلاة. وعند تلاوة الصلاة الربانية قالها القديس بصوت مسموع. وعندما وصل إلى عبارة “واغفر لنا ذنوبنا..”، قال: “ولا تغفر لنا ذنوبنا، كما لا نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا”. فاستوقفه أحد المشتركون فى الصلاة ليصحح له القول حسب نص الصلاة الأصلى. فرد القديس وقال: {يا أبنائى إننا يجب أن لا نكذب على الرب فى صلواتنا ونطلب المغفرة قائلين : “كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا” ونحن فى الحقيقة لم نغفر .. بل ينبغى أن نقول الصدق لكى لا نخدع أنفسنا ونتصور أن الرب قد قبل صلاتنا}. وقد أوضح القديس بهذا أنه أراد أن يوبخهم على قساوة قلوبهم. وهنا ندم المتخاصمون وطلبوا من الأسقف القديس الحِل والبركة والسماح، إذ قبلوا أن يتصالحوا جميعاً. وهنا ردد معهم القديس الصلاة الربانية بحسب نصها الصحيح.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|