سؤال :
لقد تعلمنا منكم أنه عندما حكم على الإنسان بالموت ، كانت هناك أنواع من الموت هى : الموت الروحى وهو الإنفصال عن الله ، والموت الأدبى ، وهو فقدان الصورة الإلهية ، والموت الجسدى وهو إنفصال الروح عن الجسد .
ونحن نقول إن السيد المسيح قد فدانا ومات نيابة عنا ، ولكن السيد المسيح مات موتاً جسدياً فقط . وبقى الموت الروحى والأدبى بلا فداء !
الجواب :
هناك نوع رابع من الموت لم تذكره ، وهو الموت الأبدى ، وهذا هو الذى تعلق بالخلاص الذى قدمه السيد المسيح بالفداء على الصليب .. والموت الأبدى يعنى الهلاك الأبدى .
فكلنا كنا تحت حكم هذا الموت الأبدى . وكما قال القديس بولس الرسول " كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا " " أف1:2" . وقال أيضاً " ونحن أموات بالخطايا ، أحيانا مع المسيح " " أف5:2 " .
هذا الموت الأبدى . فدانا منه السيد المسيح بموته ، إذ كانت كفارته كافية لغفران جميع الخطايا لجميع الناس فى جميع العصور .
أما من جهة الموت الأدبى والموت الروحى فهذا شأن الخطاة ، وما كان ممكناً أن يموته المسيح ، لأنه قدوس بلا خطية . ولو كانت له خطية ، ما كان ممكناً أن يفدينا . لأن الذى له خطية يموت عن خطيته . أما الذى بلا خطية ( المسيح ) فيمكن أن يموت عن الآخرين . إذ ليست له خطية يدفع ثمنها بالموت ، فهو إذن يدفع ثمن خطايا الآخرين .
والموت الروحى ، الذى هو الإنفصال عن الله ، يمكن أن يتخلص منه الإنسان بالرجوع إلى الله ، أى بالتوبة .
أما فقدان الصورة الإلهية ، فقد جاء السيد المسيح فى كمال بره وقداسته ليعيد إلينا الصورة الإلهية ، حتى نتمثل به فيها .
من كتاب سنوات مع أسئلة الناس أسئلة لاهوتية وعقائدية " أ "
لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث