رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نعم، إن كنا حقاً نشتهي أن ننطلق باستعداد اللُّقيا، بكمال السعي، بحفظ الإيمان؛ فحقّاً يكون رجاؤنا حيّاً في المسيح. وإن كنا ننظر إلى الرب كل يوم في الصلاة بوجهٍ مكشوف ونتفرَّس في وجهه لنتغيَّر من مجدٍ إلى مجد، بحسب عمل الرب الروح، فحينئذ سيتربَّى فينا يقين الرجاء بلُقيا وجه المسيح وجهاً لوجه: «فإننا الآن ننظر في مرآة، في لُغز، لكن حينئذ وجهاً لوجه» (1كو 13: 12). ولكن للأسف فإن ضعف الترجمة هنا يُخفِّض من حرارة المعنى في اللغة اليونانية الأصلية التي كتب بها القديس بولس الرسول، ففي الأصل اليوناني: prosopon pros prosopon، حيث تفيد شخصاً مشدوداً لشخصٍ، أو شخصاً متجهاً نحو شخصٍ. ونفس الحرف pros هو الذي استخدمه إنجيل القديس يوحنا: «والكلمة كان عند الله» (يو 1: 1). فكلمة ”عند“ مُترجمة عن حرف pros، وهي المعيَّة التي أفصح عنها القديس بولس الرسول كثيراً، وصفاً لحالة وجودنا ”مع“ المسيح فوق، وحالة كوننا ”مع“ المسيح. أما الآن، فنحن نختبر وجودنا في المسيح سرّاً بالروح كاتحاد غير منظور. ولكن هناك يُستعلَن السر: «ولكن نعلم أنه إذا أُظْهِرَ نكون مثله، لأننا سنراه كما هو. وكل مَن عنده هذا الرجاء به، يُطهِّر نفسه كما هو طاهرٌ» (1يو 3: 3،2). وهذا الرجاء الذي يكشف عن دقائقه القديس يوحنا الرسول بقوله إننا سنراه كما هو ”لأننا سنكون مثله“، يوضِّح سببه القديس بولس الرسول بقوله: «فإن سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها أيضاً ننتظر مُخلِّصاً هو الرب يسوع المسيح، الذي سيُغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» (في 3: 21،20)، أي سنكون مثله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|