كثير من الناس فى عبادتهم ، و فى علاقتهم بالله ، يهتمون بالشكليات ، و يتركون الجوهر 0
ففى الصلاة مثلاً ، يقفون أمام الله ، و يكلمونه ، و يهتمون بالكلام و كثرته 0 و كل هذه شكليات ، لأن جوهر الصلاة ، هو الصلة التى تربط الإنسان بالله ، الشعور بالوجود فى الحضرة الإلهية 00
و فى الصوم ، يركزون على فترة الإنقطاع ، و نوع الأكل ، و هذه أيضاً شكليات 0 أما جوهر الصوم من حيث عنصر المنع ، و المسيطرة على الذات ، و ضبط الجسد و الأرتفاع فوق مستوى المادة و الأكل ، هذا ما يغفله الكثيرون 0
و فى الإستعداد للتناول كثيراً ما يهتم الناس بطهارة الجسد ، بوضع شكلى ، دون الإهتمام بجوهر الطهارة جسداً وروحاً !
و فى قراءة الكتاب المقدس ، يهتم البعض بكمية القراءة ، و المواظبة عليها ، و هذا شكل أما الجوهر فهو القراءة بفهم و تأمل ، و الغوص وراء المعانى و تحول القراءة إلى روح و حياة 00 و بعض الناس يدخلون الحياة الرهبانية ، فيهتمون بالشكل الخارجى ، ومن جهة المطانيات و عددها و كثرتها ، و الأصوام و انقطاعها و شدتها ، و الحبس فى القلاية ، و الصمت ، و عدم الإهتمام بالملبس 00 أما نقاوة القلب من الداخل ، و الموت الحقيقى عن العالم ، و هدف الرهبنة فى الإنشغال بالله و محبته ، هذا ما ينسونه وسط الإهتمام بالشكليات ! فقد يشغل كل إهتمامنا ، ماذا نقول 00 أما تأثير ما نقوله فى تغيير قلوب الناس ، و فى توصيلهم إلى محبة الله ، فهذا ما يغفله الكثيرون 00 و قد تكثر فى الخدمة الأنشطة العديدة ، و التنظيمات ، و الأسماء البراقة ، و كلها شكليا و العمق معروف ، الذى هو الهدف من الخدمة ، أعنى خلاص النفس 00 و لكن أين هو ؟ !
إن الشكليات لا تبنى الملكوت إطلاقاً ، بل هى تذكرنا بما قاله الرب عن الكتبة و الفريسين الذى ينظفون خارج الكأس و الصحفة ، و الذين يشبهون القبور المبيضة من الخارج ، أما الداخل 00 فعكس ذلك تماماً 00
الله لا يهمة الشكليات ، لذلك قال " يا إبنى أعطنى قلبك " و لهذا لا يهتم بحرفية الوصية ، إنما أهتم بما فيها من حب ، و قال عن المحبة ، إنه يتعلق بها الناموس كله و الأنبياء 00