ما أحوج العالم البائس إلى «طيب العطار» ذلك الذي أخذت منه المرأة الخاطئة قارورة ودهنت به قدمي المخلِّص ( لو 7: 38 ). كما أخذت مريم منًا من طيب الناردين الخالص كثير الثمن، ودهنت به قدمي الرب، حتى امتلأ البيت من رائحة الطيب ( مت 26: 10 ). وقد وضع نيقوديموس ويوسف الرامي أطيابًا على جسد الرب، كما أعدت مريم المجدلية وبعض النسوة، الحنوط والأطياب لتكريم جسد الرب بعد دفنه في القبر ( يو 19: 40 ؛ لو23: 56).
وبقدر ما تزداد شركتنا مع الرب، بقدر ما يزداد تمتعنا برائحته المُنعشة ( نش 1: 3 ). ولا نستطيع أن نحمل رائحة الطيب المُبهجة، إلا إذا كنا نحن متمتعين أولاً برائحة أدهانه المقدسة، وكان المسيح ظاهرًا في حياتنا. نعم ما أحوجنا قبل كل شيء إلى التغذي بكلمة الله الحية، والوجود في الشركة المستمرة مع ربنا المبارك، والمكوث بروح السجود في محضره المُبهج.