رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: مِنَ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا" [2]. جاءت إجابته كالمرة الأولى تمامًا، وكأنه لم يؤذِ أحدًا قط، بل ومن حقه أن يسيء إلى الغير. إنه لم يعترف أنه أخطأ! * كان الهدف في تجاربه تصويب (أيوب) نحو الموت، وإذ به ينال نموًا في حياته بذات الضربة. لقد حزن عدونا القديم أن فضائل أيوب تضاعفت بذات الوسيلة التي كان يهدف بها نحو نزعها عنه. ومع كونه قد رأى أنه انهزم في الحلقة الأولي أعد نفسه لتصويب هجمات من التجارب جديدة، وكان لا يزال له الجسارة أن ينطق بالشر على ذاك القديس. فإن الشرير لا يستطيع أن يؤمن بوجود الخير حتى وإن تبرهن بالخبرة... "من أين جئت؟"... (أي 2: 2) كأن صوت الله يقول له بصراحة: "أنظر لقد غلبك إنسان واحد، غلبك بالرغم مما يعانيه من ضعفات الجسد، يا من تصارع لتقف أمامي أنا خالق الكل". البابا غريغوريوس (الكبير) * "عندئذ أجاب" هذا يعني أنه عندما نال سلطانًا أن يتكلم، عندما أعطى الرب سماحًا للعبد الشرير أن يفتح فمه أمامه، عندما أمر ذاك الذي أُمسك بلسانه كعمودٍ لا يتحرك. يقول: "لقد لاحظت بسرعة كل الأرض، ونصبت شباكًا في كل موضع، وهيأت مصائد. كل المواقع مملوءة بمصائدي، الكل قد ضاق بشباكي، وأُمسكوا في تعبي. ليس من طريقٍ للهروب من سبيي، فإن خططي الاستراتيجية لها أشكال كثيرة. الأب هيسيخيوس الأورشليمي لاحظوا أنه يطوف في كل لحظة في العالم. يعلمنا زكريا أن الملائكة تجول على الأرض (زك 10:1-11). أما هذا البائس فلا يكتفي بالطواف، فإن العناية الإلهية أيضًا تمارس هذا العمل، إنما يطوف لكي يُدان بالأكثر (لشروره)، ولكي نكون نحن في أكثر حذرٍ. لهذا السبب دُعي "رئيس ظلمة هذا الدهر" (أف 12:6)؛ أي رئيس الشر. تكلم أيها الشيطان، ماذا فعلت؟ يقول: لقد قمت بجولة في الأرض، لقد درت فيها، وها أنا هنا. ماذا جلبت؟ لم يجلب شيئًا نافعًا أو صالحًا، لهذا لم يجب لماذا قام بالجولة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|