رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كأس الآلام "ترتب قدامي مائدة" (مز 23: 5) الكأس كانت تمثل الألم الذي كان سيتحمله الرب يسوع، والترك من الله الذي كان سيختبره على الصليب. وفي البستان صلى الرب قائلاً: "يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" ( مت 26: 39 )، لقد كان مُدركاً تماماً فداحة الثمن الذي كان عليه أن يدفعه لأجل خلاصنا. ولقد انزعجت روحه القدوسة عندما بدأ يتأمل في أنه سوف "يُجعل خطية" وسوف "يوضع عليه إثم جميعنا" ( 2كو 5: 21 ؛ إش53: 6). وتجرع الكأس غالباً ما يُستخدم في الكتاب ليشرح اختبار الألم والحزن، فعندما غزت بابل مدينة أورشليم، عبّر الكتاب عن هذا الأمر بالقول إن "أورشليم ... شربت من يد الرب كأس غضبه" ( إش 51: 17 ). كما صوّر إرميا غضب الله على الشعب كانسكاب خمر سخطه ( إر 25: 15 -18). لكن هناك أيضاً كأس التعزية ( إر 16: 7 ) وكأس الفرح "الريّا" ( مز 23: 5 ). ولقد شبّه الرب يسوع آلامه بشرب الكأس، وباجتياز معمودية الألم ( مت 20: 22 ،23). وفي رسم العشاء ـ مائدة الرب ـ كانت الكأس تصويراً للدم الذي سيُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ( مت 26: 27 ،28). وهي صورة كانت مألوفة في ذلك الوقت: أن تشرب الكأس فهذا معناه أنك ستجتاز في اختبار صعب. وكون علامة الفوز والانتصار هي الكأس، فهذا يعني أنك لكي تنتصر، عليك أن "تتجرع الكثير". لقد كان الرب يسوع مستعداً وقادراً على تقبُّل الكأس لأنها مُزجت بواسطة الآب وأُعطيت له من يد الآب. وهو لم يقاوم إطلاقاً إرادة الله أبيه، فقد أتى ليعملها، وليتمم العمل الذي أعطاه إياه ليعمله ( مز 40: 8 ). ولعلنا نرى في هذا درساً نافعاً لنا. فلا داعٍ إطلاقاً أن نخاف أو ننزعج من الكؤوس التي تقدمها لنا يد الآب. فلقد سبق وشرب مخلصنا الكأس من قبلنا، ونحن ينبغي أن نسلك كما سلك ذاك تابعين إثر خطواته، ولا ينبغي أن نخشى مما في الكأس لأن الآب أعدها لنا في محبة. وإن كنا نسأله خبزاً فلن يعطنا حجارة، وأيضاً الكأس التي يعدّها لنا لا يمكن أن تحتوي على أي شيء يضرنا. فقد نعاني من الألم، ومن القلب المُنكسر، لكنه في النهاية سيحوّل الألم إلى مجد. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|