منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 06 - 2021, 11:20 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

يونان وصلاته في الجوف




صلاته في الجوف:

من منا يستطيع أن يعبِّر عن الضيق الذي دخل إليه يونان؟! في جوف الحوت إنحضر يونان في الضيق كما في قبر، ماتت فيه أفكاره الذاتية وقدراته وإمكانياته، لا يعرف ماذا يفعل، ولا يقدر أن يتوقع ماذا يحل به. يطفو الحوت على المياه فيتنسم يونان هواء ويرى بصيصًا من النور، ينزل به وسط المياه فيجد نفسه في ظلام دامس. يفتح الحوت فمه فيغرق يونان في مياه مالحة، يُخرج الحوت الماء ليسترد يونان أنفاسه. هكذا عاش يونان أيامًا قليلة، لولا رعاية الله له وإنعاماته عليه لصارت كل ثانية منها تمثل جبلًا ثقيلًا يحطم نفسه، وصار الموت بالنسبة له شهوة.

على أي الأحوال في الضيق التحم يونان بالسيد المدفون في القبر خلال الرمز والظل، فانطلق بقلبه وفكره لا إلى خارج الحوت إنما إلى ما فوق المكان، أرتفع إلى الله يُصلي كمن هو في مقدس سماوي، إذ قيل: "فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت" [1].
قبلًا كان يُسمي الرب "إله السماء" (1: 9)، أما في الضيق فيقال "الرب إلهه"... فيُنسب الرب ليونان بكونه إلهه. هو إله المتضايقين والمتألمين، كأنما يترك سمواته وينزل إلى يونان يسنده في ضيقته، أو بمعنى آخر يحول حياته إلى سماء يسكنها الرب إلهه فيدعى إلهه أي إله السموات التي يسكنها. إلهنا إله يونان المتألم حامل الصليب، إله كل إنسان مرّ النفس، يدخل إليه ليقال عنه "إله السماء"... إذ يجعل من حاملي الصليب سموات مقدسة.
قدم لنا يونان صلاته الرائعة، بل تسبحته النبوية الفريدة لا في لحظات الوسع، لا في داخل مبنى الهيكل كمعلم، إنما وسط الآلام كمن هو في قبر السيد المسيح المصلوب. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليتنا لا نهتم بالمكان وإنما برب المكان، فقد كان يونان في جوف الحوت واستمع الرب لصلاته. وأنت إن كنت حتى في الحمامات فصلِ. أينما وُجدت صلِ؛ لا تطلب المكان لتُصلي فيه، فإن نفسك هي هيكل(16)].
إن كانت الكنيسة تهتم حتى بالمبنى ليكون أيقونة للسماء إنما لكي نحمل سمات السماء فينا، فنتطلع إلى المبنى الروحي الداخلي، وترتفع أنظارنا إلى المقدسات التي يقيمها الروح القدس فينا خاصة في لحظات الضيق والألم!
الضيق هو الجلجثة التي فيها ننعم بالصلب مع ربنا يسوع، لننطلق به إلى أمجاده ونوجد معه وفيه في أحضان الآب السماوي بروحه القدوس.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نحميا وصلاته
اختلائه وصلاته
زكريا وصلاته
صلاة يونان في الجوف
يونان وصلاته


الساعة الآن 02:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024