رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله مُرشدنا أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك ( مز 32: 8 ) هذه باليقين حقيقة عظمى نحن في أشد الاحتياج إليها أثناء عبورنا في برية هذا العالم، خصوصًا في عصر المشاكل والارتباك هذا. فنحن نحتاج إلى مرشد، وشكرًا لله لأنه أخذ على عاتقه القيام بهذه المهمة «أُعلِّمك وأُرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك» ( مز 32: 8 ). يا لها من نعمة! كأن الله قد تعهد بأن يُظهر نفسه لنا بنفس الصفة التي نحتاج إليها في كل أدوار الطريق، فعندما نكون مثقلين بحمل الخطية وعظامنا بالية من زفيرنا اليوم كله، حينئذٍ يُشرق علينا كالمخلِّص والمُبرِّر الذي يغفر آثامنا ويستر خطايانا ( مز 32: 1 - 5)، وعندما تُحيط بنا جيوش الأعداء الروحيين الذين يريدون أن يفتكوا بنا، حينئذٍ يفتح لنا حضنه ويدعونا لنختبئ فيه كالستر والملجأ، وبذلك عوضًا عن أن نرى جيوش الأعداء تحاصرنا، نرى ترنيمات النجاة تكتنفنا ( مز 32: 6 ، 7). وعندما نسير وسط تشويش وارتباك العالم، حينئذٍ يقف أمامنا بنعمته ويقول لنا: ”أنا أرشدك“ ( مز 32: 8 ، 9). فيا لها من نعمة! ويا لها من صِلة متينة! ولنلاحظ الطريقة التي بها يرشدنا «أُرشدك .. عيني عليك» ـ أي أرشدك بعيني التي عليك، وهذه أدق وأرّق طرق الإرشاد. فنحن لا نستطيع أن نتبع حركات عينه إلا إذا كنا قريبين منه جدًا وملاصقين له. وهذه الطريقة أرّق بكثير من الإرشاد باليد أو الصوت. ثم إنه يجب أن نكون مُدرّبين في فهم طرقه حتى نستطيع أن نفسِّر تلك النظرات ونسير بما توحيه إلينا. يا ليتنا نمتلئ من معرفة هذا! ويا ليت يكون إرشاد عين أبينا كافيًا لنا! ويا ليت نضع أيدينا في يده، ونرفع أبصارنا دائمًا إليه، لكي نلاحظ إرشادات عينه، حينئذٍ يكون سبيلنا مُنيرًا وآمنًا. ويا ليتنا لا نكون بُلداء في فهم مشيئته، فنحتاج كالبغل والفرس إلى اللجام والزمام ( مز 32: 9 ). إننا كثيرًا ما نحيد عن الطريق ونضِّل عنه. ولماذا؟ لأننا لا نفهم إرشاد عين الله، بل كثيرًا ما نسأل الإرشاد عن أمر لا يريدنا أن نفعله وسبيل لا يريدنا أن نسير فيه. سأل أحدهم مرة أحد الإخوة قائلاً: ”إني لا أعرف إلى أي طريق أتجه“. فماذا كان الجواب؟ أجابه ببساطة: ”لا تتجه بالمرة“، وهذا صحيح إذا كنت لا تعرف الطريق الذي تتخذه، فهذا برهان واضح على أنه يجب أن تقف ساكتًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|