رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله مُبرِّرنا «طُوبَى للذِي غُفِرَ إِثمُهُ وسُتِرَت خطِيَّتهُ. طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحسِبُ لَهُ الرَّبُّ خطِيَّةً» ( مزمور 32: 1 ) يا له من تطويب في محله: الإثم مغفور، والخطية مستورة! إن في أعماق ذهن الإنسان حاسة دينية تُنبئه بأنه لا بد أن يُقابل الله كديَّان، ولا بد له أن يبحث عن طريقة ما يُرضي بها مطَالب ذلك الديان العادل الذي سيُحاسبه على جميع خطاياه حسابًا عسيرًا؛ فكل شخص يتطلع إلى الله كديان لا بد أن يمتلئ بالرعب. ولكن شكرًا لله لأنه مُتسـربل بصفة أخرى في الوقت الحاضر؛ فهو ”المُبرِّر“؛ المُبرِّر لأولئك الذين لا يستطيعون أن يًقابلوه كالديان. وهو يُظهِر نفسه الآن في السنة المقبولة ويوم الخلاص، كالإله البار المُخلِّص. يا لها من صفة جميلة! ويا له من انتصار عظيم للمحبة الفدائية! ويا له من جواب مُفحِم لإبليس! ويا له من بلَسان شافٍ للضمير المُتعَب والقلب المكسور! ”الله المُخلِّص“ هو عين ما يحتاج إليه الخاطئ الهالك. فإذا كان الله مُخلِّصًا فهو عين ما أحتاج إليه كهالك. وإذا كان مُبرِّرًا فهو عين ما أحتاج إليه كمُذنب. إذ لا يحتاج إلى الله المُخلِّص إلَّا الخاطئ الهالك، ولا يحتاج إلى الله المُبرِّر إلا الخاطئ المُذنب. هذا هو الأساس البسيط للخلاص والتبرير. فالله يُعلن نفسه كمُخلِّص، والخاطئ – متى آمن – يسير في نور هذا الإعلان، فيخلص. والله يُعلِن نفسه كمُبرِّر، والمُذنب – متى آمن – يسير في نور هذا الإعلان، فيتبرَّر. فالخاطئ يخلص ويتبَّرر على قياس إعلان الله لذاته، ولا يوجد أثبت ولا أمتن من ذلك الأساس. فَمَن يمس خلاص وتبرير المؤمن إنما يتعرَّض لصدق إعلان الله عن نفسه. وإذا سأل سائل: على أي أساس يُعلن الله نفسه بهذه الحقيقة العظمى؟ نُجيبه أن الله كديان قد أجرى الدينونة على خطايايّ في صليب المسيح، وبذلك أمكَن له أن يُقابلني كمُبرِّر. فموت المسيح هو الأساس الذي عليه يُبرِّر الله الفجار، لأن الديان العادل إذ دان الخطية في الصليب، أمكنه كالمُبرِّر العادل أن يُبرِّر الفاجر. يا له من سر فائق تمتلئ قلوب المفديين تسبيحًا وحمدًا لأجله! عزيزي: هل تعرف الله كَمُبرِّر لك؟ أم ما زلت مُفتكرًا في مقابلته كديان؟ إن الأساس الراسخ الذي نرجو أن تبني نفسك عليه هو أن تؤمن أن الله الديان ليس له مطالب ضدك، بل إنه هو نفسه مُبرِّرك إذا آمنت أنه بموت المسيح وقيامته، قد أعلن الله نفسه كالإله المُخلِّص لك. يا ليتك تنال الآن هذا اليقين المُبارك. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|