أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ، لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي،
وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي
( مزمور 31: 7 )
التجارب تُعلِّمنا الإيمان، وهي التربة الصالحة لانتاج الثقة. الشدائد هي الحوافز الإلهية التي تُنمي ثقتنا في إلهنا ومحبته. لا يمكن للنسر أن يُعلِّم صغاره الطيران إلا بتحريك عشها، أو قلبه إن لزم وتركها تتموج في وسط الهواء، حيث تُجاهد لتطير، وإلا فإنها ستسقط، حينئذٍ لا بد لها أن تتعلَّم ضآلة القوة التي في أجنحتها الصغيرة، وإذ تُضارِب الهواء في جهاد عنيف تشعر بسر حياة جديدة، وتتعلَّم تدريجيًا أن تشق طريقها في الجو، وتطير على أجنحة الريح، وفي مواجهة الشمس المُشرقة. هكذا يُعلِّم الله أولاده أن يستعملوا أجنحة الإيمان بتحريك أعشاشهم، ونزع دعائمهم، والتطويح بهم أحيانًا كثيرة بعيدًا عن كل عون منظور، حيث إما أن يغرقوا في هوة اليأس، أو أن يتعلَّموا أن يثقوا بالله، ويطرحوا أنفسهم عليه، فيجدوا أذرعه الأبدية من تحت مثل جناح النسر الذي يبسطه تحت فراخه الضعيفة المُجاهدة.