ماذا عن الأحباء الذين ترتبط قلوبهم معًا خلال فترة حياتهم معًا علي الأرض. ثم يفترقون بالموت؟ أتراه يكون فراقًا أبديًا إلي غير لقاء؟! يقينًا إن محبة الله لا تسمح بهذا. إنما يلتقي هؤلاء في القيامة. تلتقي أرواحهم بعد الموت. وبالقيامة يلتقون روحًا وجسدًا. إنه لقاء عام، نلتقي، نلتقي فيه ليس بأحبائنا فقط، إنما بكل الأجيال عبر التاريخ. وستكون حفلة تعاف كبري. تلك التي سيقيمها لنا الله بعد القيامة.. تلك الحفلة العجيبة التي نتعرف علي كل شخصيات التاريخ التي قرأنا عنها ولم نرها، ولم نعرف شكلها، ولا لهجتها وأسلوبها. سواء من أحكام أو القادة أو الأدباء أو المفكرين.. ولعل الله سيرسل لنا ملائكة يعرفوننا أيضًا بجميع الآباء والأنبياء: حيث نري آباءنا آدم ونوحًا وإبراهيم وإسحق ويعقوب وأيوب.. ونري أمهاتنا حواء وسارة وأليصابات ورفقة وراحيل، وقد تقدمتهن جميعًا أمنا العذراء القديسة مريم.. وتقدم لنا القيامة أفراحًا أخري، هي أفراح العشرة مع الملائكة والقديسين، بل المتعة بالله نفسه. التي أمامها يقف العقل مبهورًا في دهشة. لا يستطيع ان يعبر. إنما يكفيه أن يذوق ويتمتع..