رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السعي وراء الكنز
13: 44- 52 وجد كنزاً. مضى فباع كل ما يملك ليشتريه ثلاثة امثال: الكنز، الدرة الثمينة، الشبكة. لن نتساءل: لماذا لم يحمل الرجل كنزه حالاً، فذهب واشترى الحقل؟ ما يهمّنا هو التضحية التي قَبِل بها من أجل الشيء الذي يرغب فيه، باع كل شيء. هنا نتذكر كلام يسوع إلى الشاب: "إذهب وبع كل ما تملك وتعال فاتبعني". إن الإنجيل يستحقّ كل التضحيات، لأنّ نجاح حياتنا متعلّق به. إنه يستحقّ أن نركّز كل إمكانيّاتنا على الجوهر. تمرّ ظروف يجب أن لا تفلت من أيدينا. فالذين يكرّسون حياتهم من أجل قضية عظيمة يشعرون بهذه السعادة التي لا مثيل لها ويفهمون أن لا نفع من سائر الكنوز. أما الذين شعروا شعوراً مؤلماً بأن حياتهم كانت فاشلة، فهم يعرفون مرارة المرور على هامش الحياة لا في قلبها. الكنز ليس مالاً فحسب. فقد يكون شخصاً حيًّا. أما تقول الأم لابنها: أنت كنزي! أجل الكنز شخص حيّ والدرّة كذلك. فالمثل الثاني يشبه الأول: كل شيء يتوجّه إلى الهدف الذي نتطلّع إليه. لقد دخل الفرح إلى المجهود الذي نقوم به. فعبر هذه الأمثال البسيطة يجعلنا يسوع ندرك خسارة حياتنا أو ربحها. فالكنوز الحقيقية لا تتقسَّم. والتاجر الذي باع كلّ شيء واحتفظ بالدرّة لم يعد تاجراً، ولكن هذا لا يهمّ، فقد وجد السعادة. فالعمل التجاريّ يدّل على المعاملات التي قام بها لكي يصل إلى هدفه. وتتغيّر اللهجة في المثل الثالث فتعود بنا إلى مثل الزؤان. يشدّد النصّ على عمليّة الفرز. نجلس ونفرز بدقّة. فلا نخطىء، لأن ما نملك ثمين جداً. هناك أسماك قد تُسمّم لك حياتك. فالسعي إلى الكنز يتطلّب التمييز والتفكير... إن كلمة الله تقسم السامعين. فلا بدّ من أن نحدّد موقفنا أمام الكلمات التي يرميها يسوع كالشبكة. كما أنّ الشبكة تجمع كل شيء، هكذا تفعل أمثال يسوع حين تتوّجه إلى البشر فلا تسمح لأحد بأن يبقى لا مبالياً. إن كان قلبنا متنبهاً، إن استندنا إلى محبّة الله التي لا حدود لها، نستطيع أن نطلب ما هو جوهري ولا نتوقّف عند القشور. فقد تكون فينا كنوز مخفيّة لا تطلب إلا أن تخرج من تحت الأرض. حينئذ نكتشف غنى الله الذي لا حدود له. كنز يسحرنا، درّة تسحرنا. ولكن كم يتطلب هذا من التجرّد؟ ولن نعرفه إلا بعد أن نخطو الخطوة الأولى. "في فرحه مضى فباع". لا تردد أمام نداء النعمة. من لم يتخّذ قراره حالاً، فلن يتخّذه أبداً. لا بدّ من الخيار: إما مستقبل عظيم مع المسيح وإما حياة ضيّقة لا تعرف إلا التراجع والانكفاء. حياة رخاء بدل السخاء الجنونيّ من أجل الفقراء. صلاة تخفّ شيئاً وشيئاً بعد التأمّلات الجميلة في بداية حياتنا الروحية. المهمّ ليس أن نشتري الدرة، بل أن نحافظ عليها. قال أحدهم: "لو كنت تعرف ما الذي كان المسيح بالنسبة إلي في عمر الثلاثين"! واليوم؟ لا شكّ في أن اكتشاف المسيح أمر مهم، ولكن الطريق معه طويلة وهي توصلنا إلى الصليب. فهل نحن مستعدّون؟ وإلا سيكون لنا البكاء وصريف الأسنان أي الحزن أمام وضعنا، والمرارة أمام السعادة التي ينعم بها الأبرار. قال لنا يسوع ثلاث مرات: يشبه ملكوت السماوات... وفي كل مرّة وجّه قلوبنا إلى الجوهر، إلى الأساس. يسوع هو قلب حياتنا، يسوع هو قلب العالم. إنه الكنز الذي يختفي والذي نبحث عنه دوماً. إنه الدرّة الثمينة التي نبحث عنها فنجدها. وكنيسته هي شبكة تجمع من كل جنس، تجمع الاشرار والاخيار. وإذا عدت إلى نفسي، أتساءل ما هو كنزي؟ ما الذي يدفعني حقاً إلى أن أحيا؟ يسوع أم... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احذر من السعى وراء الكرامة وحب الظهور |
مزمور 34 - السعي وراء السلام |
مهمتك ليست السعي وراء الحب |
زوادة اليوم: السعي وراء المال |
السعي وراء مدح الاخرين |