رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُوصي ملائكته بك أنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك ( مت 4: 6 ) هذه الآية اقتبسها الشيطان مطبقًا إياها على الرب يسوع، عندما جرَّبه في البرية، كالإنسان الكامل، أربعين نهارًا وأربعين ليلة، كما نقرأ في متى4؛ لوقا4. ولقد كان الغرض من هذه التجربة إظهار كمال الإنسان الثاني: الرب يسوع المسيح. وهو في هذا في مفارقة تامة مع الإنسان الأول في الجنة. لقد كان آدم وسط جنة غنَّاء، فيها كل ما يلذه وينعشه، أما المسيح فكان في برية جدباء ليس فيها له حتى الخبز الضروري. بمعنى أن كل ظروف آدم في الجنة كانت تحتج لصالح الله في وجه العدو، بينما في البرية كانت كل الظروف في طاعة العدو ضدًا لابن الله. ولقد سقط الإنسان الترابي فورًا، وأما الرب يسوع فانتصر انتصارًا عظيمًا. ونهاية التجربة بالنسبة للمسيح أن أتت الملائكة لتخدمه في البرية، بينما مع آدم وحواء نقرأ عن طردهما من الجنة، وعن الكروبيم وسيف اللهيب تمنع الإنسان من الاقتراب إلى الجنة. وعندما اقتبس الشيطان هذه الآية المسياوية الواردة في مزمور91: 11، فإنه كعادته حوَّر في الآية لتخدم مقاصده الخبيثة. لقد قال للمسيح: «إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوبٌ: إنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجرٍ رجلك» ( مت 4: 6 ). لقد حذف الشيطان منها عبارة «في كل طرقك»، وكأنه مصرَّح للمؤمن بأن يضع نفسه في التجربة ليرى إذا ما كان الله سيتمم وعده أم لا. في التجربة الأولى طلب الشيطان من المسيح أن يجعل الحجارة خبزًا، فلما رفض المسيح أن يعمل شيئًا بالانفصال عن الآب أو أن يساعد نفسه، كأن الشيطان يقول للمسيح: إن كنت لا تريد ممارسة قوتك الإلهية لتساعد نفسك، إذًا فاجعل أباك يستخدم قوته لمساعدتك. والمسيح لو فعل ذلك، لكان قد جرَّب الرب كما فعل بنو إسرائيل في البرية. لهذا فإن المسيح قال للشيطان: «ومكتوبٌ أيضًا: لا تجرب الرب إلهك» ( مت 4: 7 ؛ لو4: 12). وإذا سألنا: لماذا انتصر الرب يسوع على الشيطان؟ فالإجابة هي: لأنه كان في ستر العلي، ولم يخرج من هذا المكان قط، إلا طوعًا وباختياره، في ساعات الظلمة فوق الصليب، فله كل المجد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عهد أبدي لا يُنسى |
عملٌ لا يُنسى |
10 طرق تقدم بها درس لا يُنسى |
مدرس خصوصي |
خَوزي |