لماذا لم يدافع دانيال عن الفتيه الثلاثه رغم شهرته في المملكة ؟ سفر دانيال 2: 48 و سفر دانيال 3
Holy_bible_1
الشبهة
جاء في دانيال 2 :48 أن شهرة دانيال كانت عظيمة في مملكة بابل:
» 48حِينَئِذٍ عَظَّمَ الْمَلِكُ دَانِيآلَ وَأَعْطَاهُ عَطَايَا كَثِيرَةً، وَسَلَّطَهُ عَلَى كُلِّ وِلاَيَةِ بَابِلَ وَجَعَلَهُ رَئِيسَ الشِّحَنِ عَلَى جَمِيعِ حُكَمَاءِ بَابِلَ. « .
ولكننا لا نجد له ذكراً في دانيال 3 :12 عندما رفض أصحابه الثلاثة السجود لتمثال الذهب.
» 12يُوجَدُ رِجَالٌ يَهُودٌ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ عَلَى أَعْمَالِ وِلاَيَةِ بَابِلَ: شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُوَ. هؤُلاَءِ الرِّجَالُ لَمْ يَجْعَلُوا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ اعْتِبَارًا. آلِهَتُكَ لاَ يَعْبُدُونَ، وَلِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَ لاَ يَسْجُدُونَ». « .والسفر يوضح المعجزة الكبرى التي حصلت لشَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُوَ وكان يفترض وجود دنيال بينهم.فلقد ورد اسمهم مجتمعين في دانيال 1: 6 »6وَكَانَ بَيْنَهُمْ مِنْ بَنِي يَهُوذَا: دَانِيآلُ وَحَنَنْيَا وَمِيشَائِيلُ وَعَزَرْيَا. 7فَجَعَلَ لَهُمْ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ أَسْمَاءً، فَسَمَّى دَانِيآلَ «بَلْطَشَاصَّرَ»، وَحَنَنْيَا «شَدْرَخَ»، وَمِيشَائِيلَ «مِيشَخَ»، وَعَزَرْيَا «عبد نغو«.
وشبهة اخري متعلقه بهذا الموضوع يقول فيها المشكك لماذا لم يرفض دانيال السجود لتمثال نبوخذنصر كما رفض الفتيه
الرد
الرد باختصار ان دانيال ليس له اي ذكر في هذا الاصحاح فهو غالبا كان غير متواجد في بابل في هذا الوقت
وندرس معا وظيفة دانيال
سفر دانيال 2
2: 48 حينئذ عظم الملك دانيال و اعطاه عطايا كثيرة و سلطه على كل ولاية بابل و جعله رئيس الشحن على جميع حكماء بابل
2: 49 فطلب دانيال من الملك فولى شدرخ و ميشخ و عبد نغو على اعمال ولاية بابل اما دانيال فكان في باب الملك
دانيال اصبح رئيس الشحن علي كل حكماء بابل
وكلمة شحن سيجان
H5460
סגן
segan
seg-an'
(Chaldee); corresponding to H5461: - governor
اي حاكم
وهذا الحاكم يكون ايضا تحت اشرافه امور الشرطه فهو يجب ان يتحرك الي اي قضايا مهمه ويشرف علي التحقيق بها بنفسه وبالطبع دانيال كان امين في عمله مثلما كان امين في كل شيئ
وايضا يصف انه فكان في باب الملك وهذا تعبير عن انه رئيس القضاه ايضا لان باب كان يستخدم عن التعبير عن المحكمة
وبالطبع رجل مثل هذا من مهام وظيفته ان يشرف علي الحكام والقضاه الاخرين لانه رئيسهم فغالبا هو كان كثير الترحال لكي يشرف علي كل هؤلاء
اما الفتيه الثلاثه فهم كانوا يعملون اعمال ولاية بابل
ولهذا هو لم يكن موجود لكي يدافع عن الفتيه الثلاثه او حتي يطلب منه ان يسجد للتمثال
وام اخر ايضا ندرسه وهو كيف تمت المؤامره علي الفتيه الثلاثه
سفر دانيال 3
3: 4 و نادى مناد بشدة قد امرتم ايها الشعوب و الامم و الالسنة
3: 5 عندما تسمعون صوت القرن و الناي و العود و الرباب و السنطير و المزمار و كل انواع العزف ان تخروا و تسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك
3: 6 و من لا يخر و يسجد ففي تلك الساعة يلقى في وسط اتون نار متقدة
فالامر تم مباشره في تلك الساعه ولم يكن هناك مجال لدانيال ان يرجع من مهامه ويتدخل لانقاذ الفتيه الثلاثه
3: 7 لاجل ذلك وقتما سمع كل الشعوب صوت القرن و الناي و العود و الرباب و السنطير و كل انواع العزف خر كل الشعوب و الامم و الالسنة و سجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك
3: 8 لاجل ذلك تقدم حينئذ رجال كلدانيون و اشتكوا على اليهود
3: 9 اجابوا و قالوا للملك نبوخذنصر ايها الملك عش الى الابد
3: 10 انت ايها الملك قد اصدرت امرا بان كل انسان يسمع صوت القرن و الناي و العود و الرباب و السنطير و المزمار و كل انواع العزف يخر و يسجد لتمثال الذهب
3: 11 و من لا يخر و يسجد فانه يلقى في وسط اتون نار متقدة
3: 12 يوجد رجال يهود الذين وكلتهم على اعمال ولاية بابل شدرخ و مشيخ و عبد نغو هؤلاء الرجال لم يجعلوا لك ايها الملك اعتبارا الهتك لا يعبدون و لتمثال الذهب الذي نصبت لا يسجدون
فهم اشتكوا علي الفتيه في نفس الوقت
وايضا حتي لو كان دانيال موجود فلم يتجرا احد يشتكي عليه غالبا لمكانته ولكن الرائ الاول الذي شرحته وهو انه لم يكن موجود هو الاصح
3: 13 حينئذ امر نبوخذنصر بغضب و غيظ باحضار شدرخ و ميشخ و عبد نغو فاتوا بهؤلاء الرجال قدام الملك
3: 14 فاجاب نبوخذنصر و قال لهم تعمدا يا شدرخ و ميشخ و عبد نغو لا تعبدون الهتي و لا تسجدون لتمثال الذهب الذي نصبت
3: 15 فان كنتم الان مستعدين عندما تسمعون صوت القرن و الناي و العود و الرباب و السنطير و المزمار و كل انواع العزف الى ان تخروا و تسجدوا للتمثال الذي عملته و ان لم تسجدوا ففي تلك الساعة تلقون في وسط اتون النار المتقدة و من هو الاله الذي ينقذكم من يدي
3: 16 فاجاب شدرخ و ميشخ و عبد نغو و قالوا للملك يا نبوخذنصر لا يلزمنا ان نجيبك عن هذا الامر
اي ايضا الكلام تم في نفس الوقت او نفس الساعه كما قال عدد 6
3: 17 هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة و ان ينقذنا من يدك ايها الملك
ايضا الفتيه الثلاثه لا يعتمدون علي دانيال ولكن ايمانهم واعتمادهم علي الرب فقط فهم
1. كان المطلوب منهم تصرف واحد فقط وهو السجود ثم يعودوا لعبادة إلههم أن أرادوا.
2. من يأمرهم بهذا هو الملك الذي له عليهم سلطان مطلق.
3. هذا الملك أحسن إليهم وأعطاهم مراكز سامية مما يشعرهم بالحرج لمخالفة أوامره.
4. هم الآن في بلد قوى وكان لهم عذرهم لو انجرفوا مع التيار القوى.
5. أباؤهم وملوكهم وكهنتهم فعلوا هذا باختيارهم في أورشليم.
6. حرصهم على مراكزهم التي عن طريقها يقدمون خدمات لشعبهم.
كل هذا يبرر عقلياً سجودهم ولكن محبتهم لإلههم منعتهم، ليعبدوه وحده.
فهل وسط كل هذا سيبحثوا عن دانيال لينقذهم ام قرارهم واضح بالاعتماد علي الرب فقط
3: 18 و الا فليكن معلوما لك ايها الملك اننا لا نعبد الهتك و لا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته
3: 19 حينئذ امتلا نبوخذنصر غيظا و تغير منظر وجهه على شدرخ و ميشخ و عبد نغو فاجاب و امر بان يحموا الاتون سبعة اضعاف اكثر مما كان معتادا ان يحمى
3: 20 و امر جبابرة القوة في جيشه بان يوثقوا شدرخ و ميشخ و عبد نغو و يلقوهم في اتون النار المتقدة
3: 21 ثم اوثق هؤلاء الرجال في سراويلهم و اقمصتهم و ارديتهم و لباسهم و القوا في وسط اتون النار المتقدة
3: 22 و من حيث ان كلمة الملك شديدة و الاتون قد حمي جدا قتل لهيب النار الرجال الذين رفعوا شدرخ و ميشخ و عبد نغو
3: 23 و هؤلاء الثلاثة الرجال شدرخ و ميشخ و عبد نغو سقطوا موثقين في وسط اتون النار المتقدة
اذا الامر تم مباشره ولم تكن هناك فرصه لدانيال ان يتدخل في هذا الامر
وبالنسبه لدانيال
اولا هو لم يكن موجود بحكم وظيفته
وثانيا لم يشتكي عليه احد لانه لم يكن موجود وايضا لمكانته
ولكن عندما طلب منه في الاصحاح 6 في زمن داريوس ان يترك الطلب من الله ويطلب من الملك رفض وفضل ان يتبع الله ويلقي في جب الاسود علي ان يتمتع بخير الملك ويخسر ابديته
وبخاصه ان هذا الامر كان لمدة شهر اي يذهب فيه دانيال ويرجع الي قصر الملك مره اخري
وبخاصه لم يكن هو الحاكم علي الكل ولكن كان واحد من ثلاثه فهم كانوا يبحثون عن عله ليشتكوه
واخيرا المعني الروحي
من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء
كان للأتون باب جانبي، وقف عنده الملك من بعيد ليراهم وهم يُلقون، الواحد تلو الآخر، وينظرهم وهم يحترقون.لكن ماذا رأى؟
أولاً:زكتهم النيران في عينيْ الله وعينيْ الملك، فظهر شبيه بابن الله يمجدهَم.
ثانيًا:حلَّت النيران القيود الحديدية ولم تؤثر في ثياب الفتية.
ثالثًا:بينما مات بعضًا من الجند الذين ألقوا الفتية بسبب شدة الحرارة كان الفتية يتمشون.
رابعًا:تحولت النيران إلى ندى، وربما اشتهى الملك أن يتمتع بما يتمتعون به، لكنه لم يستطع الدخول إليهم، إنما ناداهم ليخرجوا إليه.
لم يخرج الفتية من الأتون بل كانوا يتمشون، حتى صدر لهم الأمر من الملك. أنهم مطيعون له في الرب.
لقد عرف الكلدانيُّون قصة إلقاء الثلاثة فتية في الأتون. لقد صاروا شهادة حية، في ولايات بابل أمام الكل، عن الله مخلص أتقيائه وقوة الالتجاء إليه. ولكن ماذا فعل الملك بخصوص أبديته؟!
* (بالصلاة) تأهل حنانيا وعزاريا وميشائيل أن يُسمع لهم، وأن يُحصنوا بهبوب ريحٍ يقدم ندى، ويمنع تأثير لهيب النار عليهم. وكُممت أفواه الأسود في جب البابليِّين بصلوات دانيال[88].
* نزل حنانيا ورفقاؤه إلى بركة روحية توهب لجميع القدِّيسين والتي نطق بها اسحق عندما قال ليعقوب: "ليعطك الله ندى من السماء" (تك 27: 28)، أعظم من الندى المادي الذي أطفأ لهيب نبوخذنصَّر؟![89]
* الآن أيضًا ينطق نبوخذنصَّر بنفس الكلمات التي لنا فإننا نحن العبرانيون الحقيقيون عبرانيو الحياة العتيدة (عب 11: 13)، نختبر الندى السماوي الذي يطفئ كل النيران عنا وبنفس الجانب الأسمى لنفوسنا نقتدي بهؤلاء الفتية[90].
العلامة أوريجينوس
* حقًا اُستخدمت الصلاة في العالم القديم لتحرر من النيران (دا 3)، ومن الوحوش (دا 6)، ومن المجاعة (1 مل 18؛ يع 5: 17-18)؛ ومع ذلك لم تكن قد نالت شكلها من المسيح. كم بالأكثر يكون عمل الصلاة المسيحية أعظم؟![91]
العلامة ترتليان
* صار هؤلاء الفتية الثلاثة مثالاً لكل المؤمنين، فإنهم لم يخافوا جمهور الولاة، ولا ارتعبوا عند سماعهم كلمات الملك ولا انقبضوا عندما رأوا لهيب الآتون يتوهج، بل حسبوا كل البشر والعالم أجمع كلا شيء، محتفظين بخوف الله وحده أمام عيونهم.
إن كان دانيال قد وقف بعيدًا في صمت، لكنه شجعهم ليكونوا متهللين، صالحين، وابتسم لهم. بل هو نفسه ابتهج من أجل الشهادة التي حملوها، والفهم الذي صار لهم كما صار له، لكي ينال الفتية الثلاثة إكليل النصرة على الشيطان[92].
* دعي (الملك) الثلاثة فتية بأسمائهم، لكنه لم يجد اسمًا للرابع ليدعوه به، لأنه لم يكن بعد (قد تجسد)، وصار يسوع المولود من العذراء[93].
* لقد كُرِّموا ليس فقط بواسطة الله بل وبواسطة الملك. لقد علموا الأمم الغريبة والأجنبية أن يعبدوا الله[94].
القدِّيس هيبوليتس الروماني
* عندما أُغلق عليهم الأتون هربت النيران، وقدم اللهيب انتعاشًا، وكان الرب حاضرًا معهم، مؤكدًا أنه ليست قوة تقف ضد المعترفين به وشهدائه، فإن الذين يتكلون على الله لا يصيبهم أذى، بل يكونوا دائمًا في أمان من المخاطر[95].
* لقد أضافوا أن الله قادر على كل شيء، لكنهم لم يتكلموا هكذا من أجل طلب إنقاذٍ زمني، بل للتمتع بمجد الحرية الأبدية والضمان الأبدي[96].
* بقولهم "إن لم يكن..." يُعرفون الملك أنهم قادرون أيضًا على الموت من أجل الله الذي يعبدونه. فإن هذه هي قوة الشجاعة والإيمان. ومع الإيمان ومعرفة قدرة الله على الإنقاذ من الموت الحاضر لا تعني الخوف من الموت ولا الهروب منه. بهذا يتزكى الإيمان بأكثر قوة[97].
* كان الفتية الثلاثة حنانيا وعزريا وميشائيل متساوين في العمر، متفقين في الحب، ثابتين في الإيمان، مثابرين في الفضيلة، أقوى من اللَّهب والعقوبات التي وُضعت عليهم، يعلنون أنهم يطيعون الله وحده، ويعرفونه ويعبدونه وحده[98].
القدِّيس كبريانوس
* أظهر الثلاثة فتية القدِّيسون أنفسهم أسمى من ملذات الشهوة، واحتقروا غضب الملك، واتسموا بشجاعة بلا خوف من أهوال أتون النار الذي أمر نبوخذنصَّر بإيقاده. لقد برهنوا أن التمثال الذهبي المعبود كإله بلا نفع[99]...
* كيف انتصر الثلاثة فتية على قوة النار؟ ألم يكن بالمثابرة ؟[100]
القدِّيس باسيليوس الكبير
* اشتهر الثلاثة فتية في بابل بواسطة النيران[101].
القدِّيس أغسطينوس
اجتمع العظماء، غالبًا الذين اشتكوا ضد الفتية، لكنهم قبل مناقشة الأمر فيما بينهم لعلهم يجدون ما يبرِّرون به وشايتهم أصدر الملك قراره بإبادة كل من يقف ضد إلههم، مقدمًا لهم كرامات زمنية أيضًا. لكنه لم يشجب العبادة الوثنية ولا تخلى عنها. لقد خلط بين تكريمه لله الحيّ وبين العبادة الوثنية ورجاساتها. لم يهتم أن يسأل عن ذاك الذي كان مع الثلاثة فتية في الأتون ليرتبط به ويتمتع به.
والمجد لله دائما